الإيكونومست:حرب باردة وشيكة بين القاهرة وتل أبيب

السبت، 28 مارس 2009 04:27 م
الإيكونومست:حرب باردة وشيكة بين القاهرة وتل أبيب السلام بين مصر وإسرائيل قد يصبح نوعاً من الحرب الباردة
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطرقت مجلة الإيكونومست البريطانية إلى الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وقالت المجلة تحت عنوان "السلام البارد" إنه على الرغم من الظروف الإقليمية التى ربما تدفع البلدين نحو الحرب، واستمرار الانتقادات للسلام من كلا الجانبين المصرى والإسرائيلى، إلا أن القاهرة وتل أبيب تتمسكان بهذا السلام البارد.

وترى الإيكونومست أن الفيلم الأمريكى الشهير "الأب الروحى" الذى يتناول المافيا، جاءت فيه نصيحة هامة، وهى أن على المرء أن يجعل أصدقاءه قريبين منه، ولكن أعداءه أقرب. قبل ثلاثين عاماً، وبعد ثلاثة عقود من الحروب، اختارت كل من مصر وإسرائيل الأخذ بهذه النصيحة، وعلى الرغم من التوتر الشديد والمتكرر، إلا أن هذا الاتفاق أصبح أمراً مفروغاً منه بوصفه أساساً للنظام الهش فى الشرق الأوسط، لكن الضغوط الجديدة قد تختبر علاقات حسن الجوار بشكل غير مسبوق.

وطالما كان هناك منتقدون للسلام، فالرئيس المصرى السابق أنور السادات، دفع حياته ثمناً لدعم السلام، ولا يزال المتشككون فى كلا الجانبيين يُنظر إليهم فى الوقت الحالى باعتبارهم متعصبين، ففى المساومات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد انتخابات فبراير، فإن صقر الليكود اليمينى بنيامين نيتانياهو الفائز فى هذه الانتخابات، والمقرر أن يكون رئيس الوزراء القادم أسند منصب وزير الخارجية إلى أفيجدور ليبرمان المعروف بتعصبه. وكان ليبرمان قد قال فيما مضى، إن مصر تخطط لشن هجوم مفاجئ على إسرائيل، داعياً إلى ضرب السد العالى عند اندلاع الحرب، وانتقد بشكل سيئ الرئيس مبارك لرفضه زيارة إسرائيل.

واعتبرت المجلة البريطانية أن مثل هذه التصريحات غير مقبولة بالنسبة للمصريين الذين يشعرون بالصدمة من الحروب الأخيرة التى شنتها الحكومة الإسرائيلية، التى يفترض أنها معتدلة فى كل من لبنان وغزة. وفى الوقت نفسه، فإن معارضى الرئيس مبارك داخل مصر شنوا حملة كبيرة ومفاجئة لتحدى الاتفاق التجارى الأساسى بين البلدين، والذى تم توقيعه عام 2005، وبمقتضاه تلتزم مصر بتصدير الغاز الطبيعى إلى إسرائيل، واستطاع المنتقدون الذين يقولون إن مصر تبيع الغاز بأسعار زهيدة لإسرائيل وتساعدها على شن حرب على الفلسطينيين، أن يحصلوا على أحكام قضائية تدعم موقفهم، ولم تقم الحكومة بتنفيذ هذه الأحكام، معتبرة أنها لا تبيع الغاز لإسرائيل، لكن الأمر يتعلق بشركة مصرية إسرائيلية خاصة يمتلك جزءاً كبيراً منها رجال أعمال على صلة بمخابرات كلا البلدين، غير أن الضغوط لا تزال تتصاعد من أجل المحاسبة الكاملة.

مثل هذه التموجات القوية بشكل غير عادى تعكس الازدراء الذى اجتاح المنطقة، بعد أن رفض مبارك خرق الحصار الذى تفرضه إسرائيل على غزة بفتح الحدود المصرية مع قطاع غزة، هذه الأمواج كانت بمثابة صفعة للقادة المصريين فى كل مرة يقوم العدو الصهيونى القديم بالهجوم على أشقائهم العرب، بدءاً من غزو لبنان عام 1982. لكن فى الوقت الذى أصبحت فيه إسرائيل الآن أكثر قبحاً لدى الشارع العربى أكثر من أى وقت مضى، وأصبح أعداؤها، حماس فى غزة وحزب الله فى لبنان، أبطالاً، فإن الرئيس المصرى المتقدم فى العمر يبدو أكثر عرضة للخطر.

وفى الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة التى رعت اتفاق السلام عام 1979 وقدمت مساعدات سنوية سخية لكلا البلدين فقدت تأثيرها. ففى البداية، كانت المعونة الأمريكية تمثل ما يقرب من 10% من الناتج المحلى الإجمالى لكلا البلدين، لكنها الآن تمثل ما يقل عن 1% فى مصر، وأقل من 2% فى إسرائيل. ورغم ذلك، فإن الاعتماد على المعدات الأمريكية لا يزال يعنى أن جيشى مصر وإسرائيل لا يزال معتمدين على القوة العظمى.

ورغم حالة الاستياء العربى واتجاه السياسات الإسرائيلية نحو التشدد، فإن كلا من مصر وإسرائيل لا ترغبان فى العودة مجدداً إلى الحرب، لكن مع احتمال تغيير رأس النظام فى مصر فى وقت قريب، فإن الإسرائيليين يفقدون الأمل فى أن يحصلوا على القبول من الشارع العربى، وقد يتجه السلام البارد بينهما نحو ما يشبه الحرب الباردة.

معاهدة السلام بين جمهورية مصر العربية ودولة إسرائيل





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة