عندما تراه يبيع الساعات على الرصيف، لن تظن أبداً أن الرجل الخمسينى الجالس أمامك, وعلى وجهه الهم والشقاء, جامعى حصل على شهادته من الأزهر.
بدأت قصة «عم همام» عندما لم يحصل على تعيين من القوى العاملة، ومنعه كبرياؤه والحاجة, من أن يظل عاطلاً، ولأنه العائل الوحيد لأسرة مكونة من 9 أفراد, هو وزوجته, وسبعة أولاد بمراحل التعليم المختلفة, فقد فرش بساعاته على الرصيف, وكل همّه أن يعود لأولاده بربح زهيد يكفى لسد رمق الصغار, وسداد نفقات المعيشة وبعض الضروريات, فكثيراً ما يصعب عليهم شراء «العيش الحاف» كما يقول.
أخاديد الشقاء والهم ليست وحدها التى حفرت لها مكاناً بوجه عم همام, وإنما الجلطة الدماغية أيضاً, والتى اضطر إثر إصابته بها إلى بيع بيته البسيط لكى يتمكن من دفع تكاليف العلاج, وإعالة أسرته التى يؤويها فى شقة متواضعة, لكنه يتكبد شهرياً 100 جنيه للإيجار.
نفدت نقوده، ففكر فى تقديم طلب إلى وزارة الصحة, لكى يحصل على علاج مجانى, فباءت محاولاته بالفشل.
عم همام تطارده شرطة المرافق لأنه مخالف بجلسته لبيع الساعات على الرصيف فى ميدان الإسعاف, يطارده أيضاً هم دفع مصروفات الأطفال, والإيجار, وأوجاع مرضه العضال، الذى لا يتمكن من توفير نفقات علاجه.
«الرصيف» هو مصدر رزق عم همام, أين يذهب لو طردته الحكومة من على الرصيف؟.. هذا هو سؤاله الذى يؤلمه أكثر من جلطاته, فهو يسعى وراء رزق حلال ولا يقصد التسول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة