ذكر مراسل صحيفة لوفيجارو فى بكين أنه فى رد فعل حاد للتقرير السنوى الصادر عن البنتاجون بشأن التطور العسكرى الصينى وتهديده للتوازن الإقليمى، وصفت الصين هذا القلق بأنه تضخيم لفكرة تهديد ليس لها أساس من الصحة، وتشويه غليظ للحقائق، منددة بعقلية "الحرب الباردة" تلك التى يعكسها التقرير.
إذ تعتقد واشنطن أن التطور العسكرى الصينى فى المجال النووى والفضائى ونظم التحكم الآلى يشكل خطرا على التوازن الإقليمى فى آسيا، بل ويمتد تأثيره إلى أبعد من ذلك، وتستنكر من جديد نقص الشفافية من جانب الصين فيما يتعلق بسياسات الدفاع الخاصة بها.
تسجل ميزانية الدفاع الصينى منذ عقدين من الزمن زيادة لا يستهان بها، وقد صرحت بكين مؤخرا بزيادة ميزانتها هذا العام، مؤكدة على أن التطوير العسكرى سيظل فقط داخل الإطار الدفاعى ليس أكثر.
ويردد العسكريون الصينيون أن تلك الزيادة موجهة فى الأساس إلى تحسين ظروف المعيشة داخل الجيش، من خلال زيادة المرتبات وتجديد الزى العسكرى. لا يعد الأمر إذا مصادفة أن تقوم مصادر عسكرية صينية مؤخرا بإشاعة نبأ زيادة المرتبات فى جيش التحرير الشعبى، قد تصل إلى 50% لأقل الرتب العسكرية.
وتذهب الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن عددا كبيرا من الخبراء يرون أن التقرير السنوى للبنتاجون يميل إلى المبالغة فى تقدير حجم التهديد الذى يمثله التطور العسكرى للصين، إلا أن ذلك لا يمنع أن تصاعد القوة العسكرية للصين أمرا حقيقيا يمثل إحدى مصادر قلق واشنطن هذا العام، وذلك على مستويين.
أولا التقدم الذى سجتله بكين فيما يتعلق بنظم "التشويش" التى من شأنها إعاقة شبكات الاتصالات ونقل المعلومات فى الحروب الحديثة. ويعد الصاروخ المضاد للأقمار الصناعية والتى أطلقته بكين فى 2007 إنذارا على ذلك. وثانيا نظم التسلح القادرة على ضمان الولوج إلى مصادر عديدة، ومن ثم إعاقة القوى الأخرى من الوصول إلى بعض المناطق الاستراتيجية.
هذا وتمثل الغواصات، شأنها شأن حاملات الطائرات التى يعتزم الصينيون التزود بها، أهم الأهداف التى تعمل عليها الصين بجهد كبير.
وعلى الرغم من كون تلك الممارسات الصينية أمرا تقليديا، إلا أنها تندرج هذا العام فى سياق مرحلة الاختبار التى تمر بها العلاقات بين إدارة أوباما الجديدة وحكومة الصين، وفى الوقت الذى قرر فيه الجانبان استعادة العلاقات العسكرية المتوقفة منذ الخريف الماضى نتيجة صفقات بيع الأسلحة الأمريكية إلى تايوان. وتشير صحيفة لوفيجارو إلى أن قضية تايوان، تلك الجزيرة المتمردة، قد كانت أيضا موضع اعتراض آخر شديد من قبل الصين أمس، الخميس، حيث انتقدت بكين بقسوة قرار مجلس النواب الأمريكى الذى اتخذه الثلاثاء، الماضى، بشأن استمرار التزام الولايات المتحدة الأمريكية بحماية أمن تايوان، وخاصة حق تزويدها بأسلحة ذات طابع دفاعى.
لوفيجارو: توجس أمريكى من تصاعد القوة العسكرية للصين
الجمعة، 27 مارس 2009 09:41 م
جانب من تقرير لوفيجارو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة