بين شتات أفكار مبعثرة، نسترق من دنيانا بعضا من تلك اللحظات الممزوجة ببعض ذلك الدفء المفتقد، لماذا صار الدفء منزويا؟! هكذا أصبح السؤال يحاصرنا، أعنى الدفء بمعناه الشامل.. دفء الأسرة، العلاقات بين الناس، دفء الأهل والأصدقاء- وطبعا لا أقصد دفء الصيف، فدفء الصيف نار لا يحتملها إلا "المتكيفون" إنما عن دفء المشاعر أتحدث، أراها انفلتت من بين ضلوعنا، كأنها- انفكت-ضلت طريق العودة لقلوبنا، تكاد تكون سرابا يمر بيننا، ومضات لا تلبث أن تنتهى. هل شعرتم بتلك المشاعر الدافئة وأمواج البشر تتصارع للحاق بباب المترو قبل غلقه كأنه باب الجنة!!! أم أحسسنا جميعا بتلك المشاعر الدافئة أثناء وقوفنا نستجدى رغيف العيش؟! أم صرنا متوحدين يجمعنا السباب وتوحد بيننا اللعنات فى إشارات المرور الجميلة التى تحمل بين طياتها وجوها تكاد تنفجر من الشعور بالدفء والحب تجاه حكومتنا اللذيذة وهى تفخر بين الوفود لوقوفنا تحية تقديرا لها وهم يمرون!! كم من عيد للحب مر علينا، هل شعر أحدنا بنظرة حب، أو بلمسة احتواء- دون غرض- محدش فاضى، أحداث مازالت تمر، لن نستوقفها، أزمة البشير، ولن يحركها إغلاق المعابر، ولن يهزها أزمة عالمية ضحاياها متفرقون فى بقاع العالم غير المرئى الذى نراه.. هكذا لم يعد سوى فيلم واحد-صفر لنقيم حدادا داخل الوطن- لابد أن يدلى كل بدلوه، حتى لو اضطررنا لتغيير بعض نصوص الدين لتتلاءم بعضا من ذلك البشر، فهل اهتزت ثوابتنا؟! لقد خلقنا وطنا متأزما مع الوفد والوطنى اليوم، حتى الأهرام وغيرها، الكل يشتكى، الكل مازال يختنق، مازال الأمل يحاول أن يداعبنا، أن يولد من داخل الرحم، جميل أن تشعر وسط كل أزماتك بالدفء، الأجمل أن تَحتوى من تحب! وتُحتَوى ممن تحب، بشرط ألا يكلفك هذا الاحتواء شيئا من البرود الماثل أمامك لمجتمع يئن وكأنه ينعم برفاهية يعيشها عبر الدش، فمتى سينفك الجمع؟ فمصر تستحق أن ينفك الجمع، لتنطلق نحو التطور بجد.. بس يا خسارة.. هو أحنا كنا اطورنا قبل الأزمة العالمية لما نطور وأحنا فيها!!!!!
