فى ساحات القضاء بصعيد مصر، هناك مشاهد يومية مأساوية لتداعيات الانتهاك الصريح لحقوق المرأة، فأروقة المحاكم تشهد يوميا إقامة دعاوى قضائية من سيدات حرمن من حقهن الشرعى فى الميراث، بسبب طغيان سطوة الأهل وبالأخص الأخوة الذكور عليهن، إذ يجدوا فى العادات والتقاليد البالية ضالتهم المنشودة للانتفاع من الثروة التى تركها الآباء، وفى الغالب تكون ملكيات زراعية، إذ تعتبر الأعراف السارية فى الصعيد توريث الأرض للإناث عارا يوصم العائلة.
وتقول "شاديه .ى.س" "قمت برفع دعاوى قضائية ضد أشقائى الذكور منذ 5 سنوات، لرفضهم إعطائى حقى فى ميراث والدى، حيث امتنعوا فى البداية بحجة أن والدى لم يمر عام على وفاته حسب العادات والتقاليد، ثم ادعوا أنه مات مديونا بمبالغ مالية ضخمة، لاكتشف بالصدفة أن رصيده فى البنك 150 ألف جنيه، وحتى الآن لم أخذ حقى وهذا يسبب لى معاناة كبيرة، فأنا مقيمة فى القاهرة وآتى كل فترة لمتابعة القضية".
محمود الديرى - باحث – يرى أن المشكلة تتمثل فى الموروثات القديمة، لأن الحضارات الإنسانية بقدر ما كانت ترفع من شأن المرأة، بقدر ما تحط من شأنها وتجعلها تابعة لا سلطان لها، ولم يعرف الفراعنة الإرث إلا فى الأسرة 24، وكانوا لا يفرقون بين الذكر والأنثى، وان كان نصيب الأنثى أقل من الذكر وذلك باختيارها. ويقول إن ما يحدث الآن من بعض القبائل والأفراد فى الصعيد من ضياع حق المرأة فى الميراث، وهو موروث حضارى قديم حتى جاءت المسيحيه والإسلام لتنال المرأة حقوقها كاملة.
نساء الصعيد يحتاجون إلى نصير .. فهل من مجيب؟!