كشف تقرير لمنظمة هيومن رايس ووتش، أن استخدام الفسفور الأبيض، لا يتم إلا من خلال موافقة المسئولين العسكريين رفيعى الرتبة، لذلك طالب فريد آبراهامز باحث طوارئ رئيسى فى المنظمة، بتحميل كبار المسئولين العسكريين الإسرائيليين مسئولية وفاة المدنيين جراء الفسفور الأبيض.
وكانت هيومن رايتس ووتش فى 1 فبراير، تقدمت بأسئلة تفصيلية إلى الجيش الإسرائيلى بشأن استخدامه الفسفور الأبيض فى غزة، ولم يعرض الجيش الإسرائيلى رداً، متذرعاً بإجراء تحقيق داخلى تجريه القيادة الجنوبية بالجيش.
وشهدت عمليات غزة الأخيرة، استخدام القوات الإسرائيلية الفسفور الأبيض المتفجر جواً فى قذائف المدفعية عيار 155 ملم بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان، وكل قذيفة متفجرة جواً ينبعث منها نحو 116 شظية محترقة مغمسة بالفسفور الأبيض على مساحة تبلغ 125 متراً، من نقطة الانفجار. ويشتعل الفسفور الأبيض ويحترق لدى ملامسته الأوكسجين، ويستمر فى الاحتراق على درجة حرارة 1500 فهرنهايت (816 درجة مئوية) حتى لا يتبقى منه شىء عندما ينقطع الأوكسجين عنه، وحين ملامسته للجلد فهو يؤدى إلى حروق كثيفة ودائمة.
وانتهى تقرير هيومن رايتس ووتش إلى أن الجيش الإسرائيلى كرر تفجيره للفسفور الأبيض بشكل غير قانونى فوق أحياء مأهولة بالسكان، مما أدى لمقتل وإصابة المدنيين وإلحاق الأضرار بالمبانى المدنية. وكانت إسرائيل، أنكرت فى البداية استخدامها الفسفور الأبيض فى غزة، لكنها عادت وقالت إنها استخدمت كل الأسلحة بما يستقيم مع القانون الدولى، ثم أعلنت عن الشروع فى تحقيق داخلى للتأكد من استخدام الفسفور الأبيض على نحو غير صحيح.
وقال فريد آبراهامز، "يظهر من بين التحقيقات السابقة للجيش الإسرائيلى فى مزاعم وقوع الأخطاء، أن هذا التحقيق لن يكون مستفيضاً ولا محايداً"، مضيفاً "أن هناك ضرورة لإجراء تحقيق دولى فى الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب من قبل جميع الأطراف".
وقالت "رايتس ووتش" إن الجيش الإسرائيلى كان يعرف أن الفسفور الأبيض يهدد حياة المدنيين، إذ تم إعداد تقرير طبى أثناء أعمال القتال الأخيرة من جانب وزارة الصحة الإسرائيلية، ورد فيه أن الفسفور الأبيض "يمكن أن يؤدى لإصابات خطيرة والوفاة حين يلامس الجلد، أو لدى استنشاقه أو ابتلاعه"، لأنها قد تؤدى لأضرار تلحق بالكبد أو الكليتين أو القلب، حسب المذكور فى تقرير الوزارة، ويمكن بسهولة أن تتلوث الحروق وقد يؤدى امتصاص الجسد لهذه المادة الكيماوية إلى أضرار جسيمة فى الأعضاء الداخلية، وربما الوفاة.
وإذا كان الجيش الإسرائيلى يقصد استخدام الفسفور الأبيض كمادة تمويه دخانى لقواته، فقد كان لديه بديل غير قاتل، وهى القذائف الدخانية التى تنتجها شركة إسرائيلية، حسب ما انتهت إليه أبحاث المنظمة.
وجميع قذائف الفسفور الأبيض التى عثرت عليها هيومن رايتس ووتش، مصنوعة فى الولايات المتحدة عام 1989 فى شركة ثايكول إيروسبايس، التى كانت تدير فى ذلك الحين مصنع ذخائر الجيش فى لويزيانا. وفى 4 يناير، صورت وكالة رويترز للأنباء، جنود وحدات المدفعية بالجيش الإسرائيلى وهم يتعاملون مع قاذفات عليها علامات تشير إلى كونها مُنتجة فى الولايات المتحدة فى ترسانة باين بلاف للأسلحة بتاريخ سبتمبر 1991.
وطالبت هيومن رايتس ووتش الحكومة الأميركية، بإجراء تحقيق باعتبارها أمدت إسرائيل بذخائر الفسفور الأبيض، لتعرف إن كانت إسرائيل قد استخدمت الذخائر على نحو يخرق قوانين الحرب أم لا.
تقرير دولى يكشف الانتهاكات الإسرائيلية فى الحرب على غزة
الجمعة، 27 مارس 2009 05:58 م
الفسفور الأبيض.. محرم دولياً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة