لا تبدو الإدارة القطرية مستعدة للتنازل أمام سلسلة من مطالب الإدارة المصرية التى تتعلق بتوقف الدوحة عن أى دور داعم يتناقض مع الجهود المصرية خصوصا فى ملف الفصائل الفلسطينية، والانحياز القطرى لحماس على حساب فتح أو الملف السودانى ورعاية الحوار بين فصائل دارفور والحكومة السودانية، رغم الدعوة المصرية لنفس الحوار.
قطر التى تسعى إلى إنجاح القمة العربية المرتقبة على أراضيها، لا يبدو أنها تريد ذلك بأى ثمن. بمعنى آخر، فإن قطر لا تخشى سجالاً سياسياً خلال هذه القمة، وهى مع اهتمامها بالمصالحات العربية، إلا أنها لا تبدو فى وضع يشبه وضع القيادة الكويتية عشية قمة الكويت الاقتصادية. عندما استطاعت إقناع الرئيس مبارك بحضور القمة وعقد مصالحة عربية على هامشها. خصوصا بين معسكرى الممانعة والاعتدال.
فرغم معرفة الإدارة القطرية المسبقة برفض الرياض والقاهرة وبعض العواصم الخليجية لحضور الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للقمة، إلا أن الدوحة أصرت على الحضور الإيرانى، وهو ما يؤثر على مستوى التمثيل السعودى أو المصرى فى القمة وهذا ماحدث بالفعل.
وقد برزت المواقف المصرية القطرية على هامش التحضير للقمة، وظهر أن هناك تبايناً بين محورين بشأن الموقف من إيران، إذ تسعى مصر والسعودية إلى جعل العنوان الخلافى فى قمة الدوحة يقتصر على الموقف من إيران، بينما يدعو أمير قطر بقية العرب إلى التفاهم على نقاط للبحث مع إيران، قبل اتخاذ موقف إيجابى أو سلبى من العلاقة معها.
قمة الرياض المصغرة التى دعا لها العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، كلا من الرئيسين السورى بشار الأسد والمصرى حسنى مبارك وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وإن كانت قد نجحت فى تخفيف الهوة بين المحور العربى التقليدى دمشق ـ الرياض ـ القاهرة، فإنها عمقت الخلافات المصرية ـ القطرية، بعد تحفظ القاهرة على الدور الذى تلعبه قطر ضد الجهود المصرية، ففى الوقت الذى كانت فيه مصر تدعو لمؤتمر دولى للمانحين من أجل غزة فى شرم الشيخ، وجهت قطر دعوة مماثلة لعقد مؤتمر لإعمار غزة وتوجيه الأموال لحماس وليس للسلطة الفلسطينية.
ويعتقد الكثير من المحللين مثل السفير دكتور محمود فرج القائم بأعمال مصر فى إيران سابقا، أن الخلافات المصرية القطرية قديمة ولكن عمقتها قناة الجزيرة، بهجومها المستمر على مصر ومحاولة سحب البساط منها لصالح الدور القطرى، وكانت كل برامج القناة موجهة لمصر، خاصة من بعض المذيعين المصريين، ولم تتطرق القناة إلى ما يدور داخل قطر نفسها، ولذلك كانت غير محايدة وغير موضوعية.
فى حين رأى السفير محمود شكرى سفير مصر السابق فى سوريا، أن قطر دولة صغيرة غير مؤهلة للدور والمكانة التى تريد أن تلعبها مكان مصر، وهى تمارس ذلك بنوع من عدم الحرفية السياسية. مشيرا إلى أن قطر لم تنجح فى إدارة حوار الفصائل الفلسطينية فى الدوحة، وانحازت لحماس على حساب فتح، ولم تنجح فى الملف السودانى بحوارها مع فصائل دارفور وتطور الصراع إلى ما نراه حاليا من وضع مأساوى فى دارفور.
حماس والبشير.. أبرز نقاط النزاع الدبلوماسى
الخلافات المصرية القطرية تطغى على أعمال القمة العربية
الجمعة، 27 مارس 2009 08:57 م
القمة المقبلة ستكون ذات طابع خاص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة