أكرم القصاص - علا الشافعي

د. طارق اسماعيل

قاعدة الـ 10000 ساعة

الخميس، 26 مارس 2009 10:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هناك عوامل أخرى إلى جانب الموهبة والطموح تؤدى إلى النجاح غير العادى فى مختلف نواحى الحياة؟ هذا الموضوع هو ما يتناوله الكاتب الصحفى مالكولم جلادويل فى ثالث كتبه تحت عنوان: "الفلتات – قصة النجاح" أو
Outliers – The Story of Success

صدر الكتاب فى الولايات المتحدة فى نوفمبر 2008، وبلغت مبيعاته أكثر من 400000 نسخة فى آخر شهرين من السنة. للكاتب كتابين من قبل، بلغت مبيعات كل منهما أكثر من 2 مليون نسخة. أسلوب الكتاب شيق وهو سهل القراءة. يتتبع الكاتب قصص نجاح استثنائبة ويبحث عن بعض العوامل المشتركة بينها. أحد العوامل التى لاحظها الكاتب هو ما سماه: قاعدة الـ10000 ساعة.

موتزارت: الكثير من خبراء الموسيقى يضعون موتزارت على قمة العباقرة فى تاريخ الملحنين. من المعروف أن موتزارت بدأ التلحين تحت إشراف والده فى سن السادسة. يتفق الكثيرون أن أعماله الأولى لم تكن متميزة وأن الكثير منها كان إعادة توزيع لأعمال ملحنين آخرين. أول أعماله التى تعتبر "تحفة"، أتممها موتزارت فى سن الواحد وعشرين. أى بعد أكثر من عشر سنوات من الممارسة والتدريب. أغلب أعماله المتميزة جاءت بعد عشرين سنة من بداية رحلته مع الموسيقى.

البيتيلز: من أشهر الفرق الموسيقية فى العالم وأكثرها نجاحا، تجاوزت مبيعاتهم مليار اسطوانة وشريط! سجلوا أول ألبوم لهم سنة 1963 ولكنهم لم ينالوا الشهرة الواسعة حتى سنة 1964. بعد عدة سنوات من العزف غير اللافت للنظر فى موطنهم فى ليفربول – إنجلترا، ذهبوا إلى هامبورج بألمانيا الغربية مع عدة فرق أخرى للعزف فى الملاهى الليلية للشباب الألمانى لأول مرة سنة 1960. عاودوا الذهاب لهامبورج - 5 مرات فى سنة ونصف – و عزفوا 270 ليلة أمام الجمهور بمتوسط 4 ساعات كل مرة. يقدر أنهم قدموا 1200 حفلة للجمهور بالإضافة إلى ساعات طويلة من التدريب قبل بداية شهرتهم سنة 1964.

بيل جيتس: مؤسس شركة مايكروسوفت. أصبح مليارديرا فى سن 31 سنة وظل أغنى رجل فى العالم من حوالى سن 40 سنة لأكثر من 10 سنوات، ومازال فى المراكز الأولى فى قائمة أثرياء العالم إلى اليوم.

هناك أكثر من مليار شخص فى العالم اليوم يستخدمون أحد منتجات الشركة التى أسسها سنة 1975. لم يكمل دراسته فى جامعة هارفارد حتى يتفرغ لبناء هذه الشركة. فى مرحلة دراسته الإعدادية سنة 1968 قبل الانتشار الواسع للحاسب الآلى, كانت مدرسته الخاصة واحدة من القلائل التى حصلت عن طريق جمعية لأمهات التلاميذ على جهاز بلوحة مفاتيح للاتصال بالحاسب الآلى الكبير الموجود فى وسط مدينة سياتيل.

من هذا الوقت، "أقام" بيل" فى هذا المعمل بالمدرسة! بدأ هو و زملاؤه تعليم أنفسهم بالمحاولة والخطأ والممارسة برمجة الحاسب الآلى عن طريق هذا الجهاز الفريد فى هذا الوقت الذى لم يكن متاحا فى كثير من الجامعات. إحدى شركات البرمجة الحديثة التأثيث فى الولاية عرضت على بعض التلاميذ أن يجروا اختبارات فحص للتأكد من جودة برامج الشركة فى مقابل إعطائهم المزيد من الوقت على الحاسب الآلى.

أمضى بيل جيتس ساعات طويلة "يلعب" على حاسب هذه الشركة فى المساء، وفى عطلة نهاية الأسبوع. فى المرحلة الثانوية، عرضت شركة أخرى وقتا على الحاسب الآلى فى مقابل مساعدة بيل وزملائه فى كتابة برنامج لحساب أجور العاملين. فى سبعة أشهر سنة 1971، أمضى بيل وزملاؤة أكثر من 1500 ساعة على حاسب الشركة. بعدها، اكتشف أن وقت الحاسب الآلى لجامعة ولاية واشنطن القريبة من منزله لا يستخدم بصفة منتظمة من الساعة الثالثة صباحا إلى الساعة السادسة صباحا، فبدأ يتسلل من منزله إلى هناك فى منتصف الليل لاستغلال هذا الوقت، وكانت أمه تستغرب من صعوبة ايقاظه فى الصباح.

فى آخر سنة من المرحلة الثانوية، عمل بيل وزملاؤه تحت إشراف خبير فى البرمجة مع شركة ثالثة كانت تجهز مركز الحاسب الآلى لإدارة شركة الكهرباء. أقنع بيل مدرسيه أن يحتسبوا الوقت الذى يمضيه هناك أثناء اليوم الدراسى كدراسات مستقلة! و هكذا كانت الخمس سنوات قبل الالتحاق بالجامعة بالنسبة لجيتس مماثلة لمرحلة هامبورج للبيتيلز. فى السبع سنوات قبل تأسيس مايكروسوفت، أمضى جيتس أكثر من 10000 ساعة فى ممارسة البرمجة.

الخلاصة أن الكاتب يذكرنا بأهمية الممارسة والمثابرة والجهد لساعات وسنوات طويلة فى صقل القدرات والمواهب، مما يؤدى إلى نجاح فوق العادة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة