فى مقال لـ"وول ستريت جورنال"..

جيهان السادات: مساعى السلام بدأت فى جنازة ناصر

الخميس، 26 مارس 2009 05:21 م
جيهان السادات: مساعى السلام بدأت فى جنازة ناصر وول ستريت جورنال احتفلت بالسلام المصرى الإسرائيلى بمقال لجيهان السادات
إعداد رباب فتحى عن وول ستريت جورنال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة ووال ستريت جورنال الأمريكية فى عددها الصادر اليوم، الخميس، مقالاً كتبته جيهان السادات تحت عنوان "دروس كامب ديفيد: ما الذى يستطيع السادات تعليمه لنا عن السلام؟"، تتحدث فيه عن رؤية السادات فى تحقيق السلام على أرض الشرق الأوسط الذى مزقته العديد من الحروب، وتدعو من خلاله القادة العرب إلى العمل الجاد على إحلال السلام، فإلى نص المقال:

وقع منذ 30 عاما، أنور السادات ومناحيم بيجين، وجيمى كارتر، اتفاقية سلام كامب ديفيد، التى كانت تتويجاً لرحلة الرئيس المصرى، أنور السادات، زوجى، بدأها فى أكتوبر عام 1970، بعد موت جمال عبد الناصر المفاجئ. ولقد طلب زوجى عقب ساعات من جنازة عبد الناصر، من السفير الأمريكى أن يخبر الرئيس ريتشارد نيكسون أن مصر مستعدة للسلام.

ولكن لم يتلق السادات أى رد، وذلك لأن مصر كانت دولة مهزومة حينها واستولت إسرائيل على صحراء سيناء فى حرب 1967. وعلى الرغم من ذلك، قلب انتصار مصر فى حرب أكتوبر عام 1973، الأوضاع رأسا على عقب، ووضع السادات على الطريق لإعادة توظيف جهوده من أجل السلام.

وأعلن السادات فى خطابه للبرلمان المصرى فى نوفمبر عام 1977، أنه ينوى صنع السلام مع إسرائيل. وأصيب الحضور،الذى ضم ياسر عرفات، بالذهول الكامل من كلام السادات فى أول الأمر، ولكنهم ما لبثوا أن صفقوا إعجاباً بما قاله. وعندما وصل السادات إلى القدس بعدها بعشرة أيام، قالت له رئيسة الحكومة الإسرائيلية، جولدا مائير، "لماذا جئت متأخراً؟ لقد كنا فى انتظارك".

انشغل القادة المصريون والإسرائيليون بالهجوم على السادات، لمدة شهور بعد زيارته التاريخية لإسرائيل، واعترضوا على عودة حدود ما قبل 1967 (وبالأخص عودة سيناء)، وبناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى المتنازع عليها، ووضع القدس، وأخيراً حق العودة للاجئين الفلسطينيين. ودافع السادات بكل ما أوتى من قوة عن حق الفلسطينيين فى إقامة دولة فلسطينية لهم. وتضيف السادات: لا تزال هذه القضايا المثيرة للجدل دون حل. وقد اعترانا أمل كبير عام 1979، فى أن تكون اتفاقية كامب ديفيد بداية إحلال سلام شامل فى منطقة الشرق الأوسط، ولكنه أمل لم يتحقق بعد.

وعلى الرغم من ذلك، فى عام 1993، عندما تصافح كلاً من إسحاق رابين وياسر عرفات على مضض فى حديقة الورود فى البيت الأبيض، بدا السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وشيكا. وكذلك كان الوضع واعداً مرة أخرى عام 1996، عندما صنعت الأردن السلام مع إسرائيل. ولكن فى مجمل الأمر، خبا حلم السادات النبيل فى تحقيق السلام، بل واختفى كلياً فى بعض الأوقات عندما اشتدت وطأة القتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بينما وقفت سوريا ولبنان مكتوفة الأيدى، فى انتظار الذى سيحدث بعد ذلك. فى ظروف مثل تلك، كيف يأمل أى إنسان فى السلام؟. ولكنى أصدق فى السلام وفى تحقيقه، خاصة الآن مع تصاعد حدة التوتر، فقد حان الوقت حتى نعيد فحص طرق زوجى لصناعة السلام.

أولاً، يتعين علينا إدراك أن شعوب المنطقة ترغب فى إحلال السلام، ويجب على قادتنا الالتزام بتحقيق والحفاظ على السلام الذى يتعطش إليه المواطنون.

ثانياً، يحتاج قادتنا إلى أن يتمتعوا برؤية واقعية. وكان السادات القائد العربى الوحيد الذى صدق فى إمكانية تحقيق السلام مع قائد الليكود. وأتمنى أن يحتذى بنيامين نتانياهو، بالمثال الذى قدمه بيجين. وكانت رغبة السادات فى إحلال السلام مخلصة، وأثبت أسلوبه المباشر فى إجراء المباحثات ذلك.

ثالثاً، تتطلب عملية السلام، عملاً جادا، فعملية السلام أصبحت بالنسبة للكثيرين فى الشرق الأوسط بمثابة الأسطورة، فالجميع يتفاوض ولكن دون نتائج. ولكن السادات صدق فيها باعتباره رئيساً، وكان المحرك والطاقة وراء تحقيقها.

رابعاً، يجب علينا أن نسامح. قال الرئيس الأمريكى، كارتر فى إحدى المرات أن زوجى كان "أكثر ميولاً للتطلع إلى المستقبل أكثر من التركيز على الكراهية والعيش فى الماضى الدموى". ويتعين على قادة اليوم أن يجعلوا السلام نصب أعينهم، وليس الماضى.

أخيراً، يتعين علينا التحلى بالإيمان. فلن يستطيع أياً كان أخذ المخاطر السياسية والشخصية المطلوبة لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط دون أن يرغب أولاً فى اعتناق إرادة الله فى أن نحب أعدائنا أولاً.

ومن جهة أخرى، عاشت إسرائيل جنباً إلى جنب مع مصر لما يقرب من 30 عاما، فى حالة سلام. وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين أن يعيشوا على هذا النحو. الفلسطينيون يستحقون أن يعيشوا أحراراً فى دولة خاصة بهم، كما يستحق الإسرائيليون حياة آمنة بين ملايين العرب.

ولقد اتخذ زوجى خياراً صعباً عندما جعل السلام على قائمة أولوياته السياسية والشخصية. لذا، اخترت أن أؤيده بكامل طاقتى، على الرغم من معرفتى أننى قد أفقده. ويتعين علينا نحن أبناء الشرق الأوسط أن نختار أن نفعل الذى يجب فعله للسلام، وحينها فقط ستستطيع أجيال المستقبل ببطء تحرير أنفسهم من العراقيل التى تشوب تاريخنا.

السلام.. هذه الكلمة، هذا الهدف.. هو المحور الذى تدور حوله حياتى، وأتمنى أن يحقق الرئيس الأمريكى، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، والقيادة الفلسطينية، حلم أنور السادات فى إحلال سلام عادل وشامل لجميع شعوب الشرق الأوسط.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة