معهد واشنطن: السلام بين مصر وإسرائيل درس للوقت الحاضر

الأربعاء، 25 مارس 2009 03:49 م
معهد واشنطن: السلام بين مصر وإسرائيل درس للوقت الحاضر معهد واشنطن اعتبر السلام المصرى مع إسرائيل بمثابة النموذج الجيد
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطرق معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى ذكرى مرور ثلاثين عاما على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. وتحدث المعهد فى تقرير أعده كينيث ستين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيمرى، عن الدروس المستخلصة من مفاوضات السلام بين الدولتين، الى أدت إلى الاتفاق بينهما، وكيفية الاستفادة منها فى المرحلة الحالية فى المفاوضات الإسرائيلية مع كل من السوريين والفلسطينيين.

فى بداية التقرير، عرض ستين لأهمية اتفاقية السلام، وقال إن هذه الاتفاقية أثرت على السياسات الإقليمية فى الشرق الأوسط وعلى العلاقات العربية العربية، وكذلك على الصراع العربى الإسرائيلى.

وعلى الرغم من أن الظروف التى وقعت فيها الاتفاقية مختلفة تماما عن واقع اليوم فى كلا البلدين وقادتهما وحتى جيرانهما، إلا أن فهم كيفية التوصل إلى هذه الاتفاقية يعطى دروساً فى أى تفاوضات مستقبلية.

وبعد أن عرض الكاتب لخلفية تاريخية عن المعاهدة التى وقعها كل من الرئيس أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين برعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، قدم عددا من الدروس التى يمكن أن تفيد فى عملية السلام حالية، خاصة مع الاهتمام الذى تمنحه إدارة أوباما للوصول إلى حل للصراع العربى الإسرائيلى.

حقيقة الاختلافات الإقليمية: ومع خبرة المصريين، يدرك الإسرائيليون أن توقيع معاهدة مع سوريا أو الفلسطينيين سيصبح أكثر صعوبة للتفاوض عليه، لأن الأراضى المتنازع عليها لديها قيمة عاطفية أو استراتيجية أكثر من سيناء. كما أنه لا يوجد أى زعيم عربى راغب فى تحقيق إنجاز حتى أقل من الإنجاز الذى حققه السادات، أى جميع الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى حرب يونيو 1967.

معرفة ما يمكن التفاوض بشأنه: فأى مفاوضات لا يمكن أن تنجح فى ظل عدم معرفة الأطراف المتفاوضة التنازلات التى تستعد لتقديمها. فالاتفاقيات يمكن أن تحدث فقط عندما تؤمن كل الأطراف بأن الوضع القائم فى حاجة إلى تغيير، وأن أى اتفاق سيكون مفيداً للطرفين على المدى البعيد. ولا يمكن أن تفرض المفاوضات على الدول أو القادة خاصة إذا كانت نتائج هذه المفاوضات سيُنظر إليها باعتبارها إساءة وطنية. الحوافز يمكن أن تؤدى إلى التواصل لكنها لا يمكن أن تكون بديلة للالتزامات لإنهاء أى صراع.

الأطراف المعنية: دون التزام المشاركين بالتوصل إلى اتفاق دبلوماسى، فإن وجود طرف ثالث لقيادة المفاوضات أمر لن ينجح. وإلى جانب ذلك، عندما تفرض خطة أمريكية معينة على العرب والإسرائيليين دون تشاور مسبق، فإن كلا الطرفين، العرب والإسرائيليين، سيتجاوب مع ذلك بدرجات متفاوتة من عدم الرضا.

كلا الطرفين لا يرغب فى أية مفاجآت أو إملاءات خارجية، ولذلك فإن "الوصفات" الأمريكية ينبغى تجنبها. وكان هذا السبب وراء فشل الخطط الأمريكية مثل خطة روجرز التى طرحت عام 1969، والجهد الشامل الذى بذله الرئيس الأمريكى جيمى كارتر بين عامى 1978 و1979 وخطة ريجان عام 1982.

الاستعداد: ليس بإمكان واشنطن أن تقوم بدور المغازلة، ويتعين عليها الاستعداد للدخول بقوة فى حال سنحت فرصة لتغيير الوضع القائم. فلما يقرب من أربعة أشهر، رفضت إدارة كارتر القبول بأن السادات كان مهتماً بالتفاوض مباشرة مع إسرائيل. فماذا كان يمكن أن يحدث إذا تم اغتيال السادات فى هذا الوقت؟

ما قبل التفاوض مرحلة حاسمة: تضييق الخلافات قبل الوصول إلى قمة معلنة أو سرية هو أساس التوصل إلى اتفاق. فالقمة المصرية الإسرائيلية الأمريكية فى كامب ديفيد عام 1978 كانت ناجحة لأن الدبلوماسيين والمسئولين الأمريكيين أمضوا مئات الساعات فى العمل على أسس الاتفاقية وطرق الالتفاف حول العوائق المادية أو الأيدولوجية. ومنذ أن بدأت إسرائيل فى مرحلة ما قبل المفاوضات قبل سنوات مع كل من السوريين والفلسطينيين، فإن أغلب نقاط الاتفاق والاختلاف ينبغى استخدامها كخطوط عريضة لبدء المفاوضات.

وقت التدخل الأمريكى: يجب أن تتدخل الولايات المتحدة فى المفاوضات فقط عندما تتعقد الأمور وأيضا عندما يكون هناك حاجة لتدخلها. وإذا كان هناك طرف ثالث مثل تركيا أو فرنسا يقوم بدور الوساطة، فإن تدخل الولايات المتحدة قد يؤدى إلى نتائج عكسية. ولا تحتاج واشنطن إلى مصداقية حتى تنجح، وينبغى عليها أن تسعى إلى التوصل إلى أى اتفاق يحقق الاستقرار. وينبغى أن يتدخل المكتب البيضاوى أو دبلوماسيته البديلة فقط بصفة موضح وبانى الجسور وكوسيط. ويجب أن تحث واشنطن الاتحاد الأوروبى واللجنة الرباعية الدولية والدول العربية لدعم المفاوضات الجارية وتعزيز العلاقات.

أخيرا أهمية القادة المحليين: مشاركة الزعماء الذين يتمتعون بالقيادة والشجاعة والرؤية تعد ضرورة أساسية فى أى مفاوضات ناجحة. ويجب أن يكون هؤلاء الزعماء قادرين على حشد الرأى العام للتوصل إلى تسوية. فإذا كان هناك زعيم غير راغب فى تقديم تنازلات ضرورية أيديولوجية كانت أو فلسفية ، فمن غير الممكن التوصل إلى اتفاق. التنازلات صعبة لكنها ليست مستحيلة. كل من من بيجين والسادات عرف جيداً ما ينبغى التخلى عنه للوصول إلى اتفاق، وكل من هنرى كسينجر وجيمى كارتر ثابرا لتحقيق الاتفاقيات حتى فى اللحظات التى تعقدت فيها الأمور.

وكان السادات فريداً من نوعه، حيث كان يدفع عملية التفاوض بلا هوادة.. ورغم أن الكثيرين اختلفوا مع السادات وبيجين، إلا أن نجاحهما برهنت عليه حماية المصالح الوطنية لكل من مصر وإسرائيل بعد ثلاثين عاماً على توقيع المعاهدة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة