هل تتم مناقشة جميع الملفات الساخنة فى الحوار المصرى الأمريكى؟

الثلاثاء، 24 مارس 2009 10:10 م
هل تتم مناقشة جميع الملفات الساخنة فى الحوار المصرى الأمريكى؟ الحوار الإستراتيجى بين واشنطن والقاهرة فى أبريل المقبل
كتبت ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ بعثة طرق الأبواب المصرية زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية هذا العام فى ظل أجواء مختلفة عن تلك التى مرت عليها خلال الثمانية سنوات الماضية، إذ أن إحدى المهمات الرئيسية على عاتق بعثة القاهرة التمهيد لاستئناف الحوار الإستراتيجى المصرى الأمريكى أبريل المقبل فى شرم الشيخ، بعد أن أصابه الشلل أو كاد خلال إدارة بوش، وخاصة فى فترة ولايته الثانية.

سبق الزيارة عدة زيارات خاطفة لمسئولين، أبرزهم الوزير عمر سليمان وجمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطنى، وعلى الرغم من تأكيدات القاهرة، أن تلك الزيارات لا علاقة لها بالحوار الإستراتيجى، إلا أنه من المؤكد أنها ستسهم فى التمهيد له، خاصة فى ظل إدارة تبدى تفهمها للغة الحوار الدبلوماسى.

فما أهم الملفات التى سيتعرض لها الحوار المصرى الأمريكى المقبل، وإلى أى مدى سيستعيد عافيته بعد فترات طويلة من التوقف، وما ضمانات نجاحه على الأقل من الجانب المصرى؟.

الاستعداد للحوار من الجانب المصرى، كما يقول سمير مرقص، الباحث فى الدراسات الأمريكية، يتمثل فى أن تقوم الإدارة المصرية بتعظيم كل أوراق القوى لديها فى شتى المجالات، وعدم الاكتفاء بتوزيع الأدوار، كما لو كانت هى التى تمنح هذا الدور، فالإدارة المصرية يجب عليها أن تضع رؤيتها لكيفية لعبها هذا الدور وفقاً لمصالحها القومية، بالإضافة إلى أنه كلما زادت التحالفات التى تقوم بها الإدارة المصرية مع محاور القوى العالمية، كلما اكتسب الحوار وزناً وقيمة.

وعلى الجانب الأمريكى يرى الدكتور مازن النجار، باحث وكاتب فى الاجتماع المعاصر والشأن الأمريكى، أن واشنطن يجب أن تكون منفتحة فى تصور مستقبل المنطقة وتوقعات القادة العرب، بعيداً عن سياسة الإملاءات والارتجال الذى كان متبعاً.

أجندة الحوار المرتقب كما يتوقعها مرقص تتضمن الصراع العربى الإسرائيلى، ولكن ليس بعناوين واسعة، فقد يدور حول المصالحة الفلسطينية –الفلسطينية، أو الإصلاح الديمقراطى، ولكن لن تكون هناك عناوين كبيرة لذلك الحوار المزمع إقامته، فى حين يتوقع النجار أن تكون أهم مطالب القاهرة وضع حد زمنى نهائى لإلزام إسرائيل بشىء من الشرعية الدولية، حيث من قبل لم تكن هناك حدود لرغبات إسرائيل، خاصة وأن الإدارة المصرية تهتم بإحلال الاستقرار بالمنطقة، واستبعد مازن أن يكون للحديث عن المعونات الأمريكية لمصر أهمية كبيرة للحوار بالنسبة لدولة ذات اقتصاد بحجم الاقتصاد المصرى، إن كان الأمر يتعلق فقط بفكرة التزام الولايات المتحدة بالمفهوم الأصلى للعلاقة ولأهمية ودور مصر بالمنطقة أكثر منه مساندة للاقتصاد المصرى.

ما يريد مرقص التأكيد عليه، أن الحوار المصرى الأمريكى سيكون مختلفاً هذه المرة، عن الحوارات السابقة لاعتبارات كثيرة، منها اللحظة التاريخية التى تمر بها الإدارة الأمريكية وانشغالها بالأزمة المالية الحالية الضاغطة عليها، بالإضافة إلى أن الخريطة الدولية بها تحركات جديدة من دول مثل روسيا والاتحاد الأوروبى، وأشار إلى أن الإدارة المصرية يجب عليها أن تستفيد من انشغال الإدارة الأمريكية لتطرح عناوين جديدة تتلامس مع ما تنادى به تلك الإدارة فى الشأن الأمريكى الداخلى، مثل كيفية التعامل مع الفقر والشرائح المتوسطة ولا يجب أن يقتصر الحديث على مد أو زيادة المعونات.

فيما أن السفير مهاب مقبل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن الحوار بين القاهرة وواشنطن لم يتوقف يوماً، ولكن ما حدث كان تغييرا فى الإدارات وأسلوب الحوار فقط.

وكان آخر مؤتمر الحوار الإستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة قد عقده مجلس العلاقات المصرية الأمريكية قبل أيام من زيارة الرئيس مبارك الأخيرة لواشنطن عام 2004، وتم خلاله مناقشة جميع الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية فى العلاقة بين البلدين. ومنذ ذلك التاريخ والعلاقات تشوبها هزات خاصة فى فترة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، الذى أراد الربط بين الديمقراطية والإصلاح السياسى والإفراج عن المعارضين السياسيين، خاصة قضية الدكتور أيمن نور وقبله الدكتور سعد الدين إبراهيم وبين أى تقدم فى العلاقات بين البلدين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة