مؤتمر: امتلاك الإرهابيين أسلحة دمار مجرد سيناريوهات

الثلاثاء، 24 مارس 2009 11:21 م
مؤتمر: امتلاك الإرهابيين أسلحة دمار مجرد سيناريوهات الأمر يتطلب رأس نووى وقاعدة إطلاق صواريخ ومعدات تقنية متطورة جداً
كتب أحمد مصطفى وأحمد أبو غزالة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد جميع المشاركين فى الجلسة الثانية لمؤتمر الإرهاب الدولى وأسلحة الدمار الشامل، أن امتلاك الجماعات الإرهابية لأسلحة دمار شامل يأتى كنوع من السيناريوهات المطروحة فقط لا غير، وأنه لا توجد حقائق واقعية على امتلاك تلك الجماعات لتلك الأسلحة.

وقال د.طارق عثمان حيدر، مدير مركز دراسات حفظ السلام بجامعة الدفاع الوطنى، وعضو لجنة المراقبة على ضوابط الصادرات الإستراتيجية بوزارة الخارجية الباكستانية فى المؤتمر الذى نظمه المركز الدولى للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه فى الوقت الحالى ليس للإرهابيين القدرة على تطوير أسلحة نووية أو امتلاكها، وأنه يجب على الدول النووية تأمين منشآتها ووسائل نقلها وموادها النووية حتى لا تقع فى أيدى الإرهابيين.

ومن جانبه قال د.محمد عبد السلام، رئيس وحدة دراسات الأمن الإقليمى وثقافة السلام بالمركز الدولى للدراسات خلال الجلسة التى جاءت بعنوان "الأساليب والوسائل المحتملة لاستخدام الجماعات الإرهابية لأسلحة الدمار الشامل"، إن كل الأفكار المتعلقة بالحروب النووية وامتلاك الإرهابيين لأسلحة نووية هى مجرد سيناريوهات وإستراتيجيات غير حقيقية، فالإرهاب النووى قضية غير موجودة حقيقة، ولكن هناك معلومات يتم تحليلها وبناء عليه تطرح إستراتيجيات حول كيفية مواجهة تلك السيناريوهات غير الحقيقية التى على الرغم من ذلك يجب أخذها بجدية ودراستها.

ووصف عبد السلام، أن احتمال وقوع إرهاب نووى يعد حالة نظرية، ولكن فعلياً مستحيل على تنظيم إرهابى، مطارد فى العادة، أن يمتلك القدرة على حيازة أسلحة نووية فى الوقت الذى ليس لدى دول متوسطة الحجم ذات مرافق وعلماء وقدرات مالية قدرة على ذلك.

وأضاف، أنه حتى فى حال امتلاك تلك الجماعات الإرهابية لتلك الأسلحة، فهى من الناحية الفنية تتطلب رأس نووى وقاعدة إطلاق صواريخ ومعدات تقنية أخرى لا يملكونها فستكون أداة ميتة دون كود أو ضبط، ولكن يمكن فقط استخدامها فى تفريغها من المواد النووية لإنتاج سلاح خاص بهم.

ومن هنا شدد عبد السلام، أنه يجب الانتقال من السيناريوهات المبالغ فيها إلى الواقعية مثل احتمال قيام تلك الجماعات بتصنيع واستخدام القنبلة القذرة التى تعتمد على مواد أو نفايات نووية لتوضع داخل عبوة ناسفة تقليدية لتنشر مادة إشعاعية غاية فى الخطورة، أو احتمال قيام العناصر الإرهابية بالهجوم على المرافق النووية داخل الدول.

وقال إن سيناريو آخر متوقع هو تحولهم إلى الهجوم بالأسلحة الكيماوية مثلما حاولت القاعدة الهجوم على الأردن خلال الفترة 2004-2007 وقدرت السلطات عدد القتلى الذين كانوا سيسقطون فى حالة نجاحه بحوالى 80.000 قتيل فى العاصمة عمان، كما شنت هجمات بالكلور فى مناطق مختلفة بالعراق.

ولكنه أكد أن تلك العمليات لم تتكرر كثيراً، وأن كل العمليات التى حاولت استخدام أسلحة الدمار الشامل فشلت تقريباً، ولم تكن تأثيراتها كبيرة، ربما للمصادفة لكن الواضح أن الجماعات الإرهابية غير مدربة على التعامل مع تلك العناصر، ويعد النموذج الوحيد الناجح عالمياً فى استخدام الأسلحة الكيماوية هو "سوكو آساهارا" الذى شن هجوماً على مترو أنفاق طوكيو عام 1995 تسبب فى سقوط أكثر من 5500 قتيل وجريح، وأضاف أن على الجانب الآخر لم تتمكن حتى الآن الجماعات الإرهابية من استخدام الأسلحة البيولوجية.

ومن ناحية أخرى قال د.ضياء رشوان، رئيس برنامج الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الجماعات الإرهابية الإسلامية ليست فوضوية، ولكنها تستند إلى فتاوى وتعاليم قادتها، فإنها عندما تلجأ للقتل والإسراف فى ذلك، تستند للشريعة، فيجب معرفة هل استخدام الأسلحة النووية مشرع لديهم أم لا؟.

وشدد رشوان، أن بن لادن صرح إعلامياً 54 مرة بالعربية و11 مرة بالإنجليزية ولم يتطرق إلى امتلاكهم للأسلحة الإرهابية إلا مرة واحدة فى نوفمبر 1998 عندما سأله مراسل الجزيرة جمال إسماعيل، وقال إنه حق لكل العرب طالما يمتلكه الغرب المسيحى، على حد قوله، وتلك كانت عبارة عن 7-8 أسطر من بين آلاف صرح بها حتى الآن، والظواهرى خرج فى تصريحات أكثر منه ولم يتطرق للأسلحة النووية مطلقاً.

ومن كل مطبوعات القاعدة لم تصدر إلا (رسالة فى استخدام أسلحة الدمار الشامل) لناصر الفهد عام 2003 تكونت من 27 صفحة وقد أصبح أحد منتقدى القاعدة فى الفترة الأخيرة بهد إطلاق سراحه فى السعودية، وهذه الرسالة استندت إلى جواز استخدام تلك الأسلحة وربطها بأحكام للشريعة الإسلامية.

ولكن الواضح أنه ليس هناك توجيهاً عاماً من قيادات القعدة فى ذلك الشأن مثل توجههم نحو ضرب لمصالح الأمريكية أو الحكام الذين يسمونهم بالخونة والمتواطئين والكفرة، لذا فهو من الواضح أنه لا يوجد لديهم توجه قوى أو فتوى فعالة باستخدام تلك الأسلحة.

وقال إنه على الجانب العملى، حاول الإرهابيون استخدام أسلحة الدمار الشامل فى 6 مناسبات، ويعد التهديد المطروح فى ذلك الجانب أقل بكثير من "البيزنس" الذى يمارس عليه للتربح من ورائه، مضيفاً أن هناك كتباً تباع طوال الوقت وندوات عن المخاطر المحتملة، وشدد على أن تلك الأموال والجهود المهدرة فى افتراضية مستبعدة كان ممكن استغلالها فى جهود أكثر إفادة لنا، ولكننا وقعنا فى فخ مبالغة مقصودة سياسياً من الإدارة الأمريكية السابقة لوضع أجندة خاصة بها.

وأختتم بقوله، إن تنظيم القاعدة بالنسبة لخبراء الإرهاب الدولى يعد تنظيماً متوسطاً وليس ضخماً، كما يتم الدعاية له، وقال إن محمد سلماوى، الكاتب الكبير، كتب ملخص دراسات دولية تصف أن حجة مشاركة الإرهاب الإسلامى لا يتجاوز 2-3% من حجم الإرهاب العالمى، مما يؤكد أنه توجد مبالغة غير حقيقية فى التضخيم من قدرات تلك الجماعات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة