حماس والجيش الإسرائيلى يتحدان ضد حرية الصحافة

على الرغم من العداء الدائم بين حركة حماس والجيش الإسرائيلى، إلا أنهما اتحدا على موقف واحد ضد حق الصحفيين فى القيام بعملهم خلال تغطية الحروب، حيث قامت كل من وزارة الإعلام التابعة لحركة حماس والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بانتقاد التقرير الذى نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" منتصف فبراير الماضى حول ممارسات كل منهما ضد الصحفيين خلال الحرب على غزة.

حماس قالت فى ردها الموجه لـ"مراسلون بلا حدود"، إنها تنفى ممارستها أى ضغوط على المؤسسات الإعلامية، وتنكر إقدامها على تنفيذ أى عمليات اعتقال بحق صحفيين أثناء أدائهم واجبهم المهنى، معتبرةً أن التضييقات التى أشارت إليها مراسلون بلا حدود ناتجة عن "انتهاكات مرتكبة ضد قانون المطبوعات والنشر"، واعترفت حماس بمنعها لعدد من الصحفيين بدخول بعض مناطق قطاع غزة خلال الحرب، بحجة أنها إجراءات "اتخذت لضمان سلامتهم"، وختمت ردها بوصفها تقرير المنظمة بأنه "لا موضوعى" دون أن تعلّق على الوقائع الدقيقة المذكورة فيه.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، فقال إن الجنود المدربين يتعذر عليهم تحديد الصحفيين أثناء القتال، كما ألقى باللوم على الصحفيين المقتولين والمصابين، بقوله "هم الذين اختاروا العمل فى سياق الحرب، ويقومون بذلك على مسئوليتهم"، وأشار فيما يتعلق بمنع الصحافة من دخول قطاع غزة، إلى أن "القرار اتخذ على المستوى السياسى وليس على المستوى العسكرى"، أى أنه ليس مسئولية الجيش.

يذكر أن تقرير "مراسلون بلا حدود" اتهم كل من حركة حماس والجيش الإسرائيلى باستهداف الإعلاميين والمراسلين الصحفيين الذين قاموا بتغطية الحرب على قطاع غزة فى يناير الماضى، حيث رصد قيام القوى الأمنية التابعة لحركة حماس بتوقيف 28 صحفياً بسبب آرائهم السياسية منذ تسلّمها السلطة فى غزة يونيو 2007، كما أن الصحفيين المقيمين بغزة ليس لهم حرية انتقاد حماس ومن يفعل هذا تنفذ الحركة ضده أعمالاً انتقامية.

كما كشف التقرير عن تسبب الجيش الإسرائيلى فى مقتل ستة صحفيين وإصابة 15 آخرين، بالإضافة لإلحاقه أضراراً بالغة بمبانٍ تضم منشآت صحفية ومؤسسات إعلامية فلسطينية وأجنبية.