رامى عطا صديق

المسلم والمسيحى يرفضان الإساءة للأديان

الثلاثاء، 24 مارس 2009 06:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشر موقع اليوم السابع، مؤخراً موضوعاً يقترب من العلاقة بين الأديان، ربما لا داعٍ للخوض فيه الآن، إلا أنه شد انتباهى تعليقان، أحدهما لشخص مسلم والآخر لآخر مسيحى.

التعليق الأول، والذى كتبه المواطن المصرى المسلم كان تحت عنوان "بواسطة مسلم" حيث إنه علق قائلاً "اللى بيعبد البقرة فاكر إن دينه هو دين الحق وكل واحد طبعا فاكر إن دينه حق وإلا كان سابه، عشان كده المناقشات والمقارنات بين الأديان لن تصل إلى نتيجة ولازم الكل يعرف إن الحق هو الله واللى يعبد الله يبقى على حق فبلاش التعصب والعنجهية الفارغة وخلوا عندكم شوية تسامح عشان المركب تمشى".

أما التعليق الثانى، والذى كتبه شخص المواطن المصرى المسيحى، ويدعى مايكل فكان: "كل واحد ليه دينه محدش يكلم على الدين بالطريقة ديه، ويقول إنه مليان أخطاء كل واحد ليه دينه".

بصراحة شديدة، فإن القارئين العزيزين صاحبا التعليقين قد عبرا عن حرية العبادة وحرية الاعتقاد بشكل واضح، ذلك أن الدين مقدس عند كل شخص، ومن ثم فإنه من الضرورى التأكيد على أهمية احترام الأديان جميعها، وحظر الإساءة إليها. فالدين هو مجموعة معتقدات وممارسات مقدسة عند كل إنسان، والإساءة له يلهب قلوب أتباعه وأصحابه ضيقاً شديداً، كما أن مثل هذه الإساءات تؤدى إلى تكدير السلم العام وتعكير صفو الحياة بين أبناء الوطن الواحد، فللأسف الشديد فإنه فى بعض الأحيان يتحول الحوار بين المختلفين دينياً إلى إساءة لمعتقدات الآخر الدينى من خلال النقد الجارح الذى يخرج عن حدود اللياقة والأدب.

إن احترام الدين وتقديسه وعدم التعرض له بالسوء، إنما هو أمر يتمشى دون شك مع مبدأ المواطنة فى الممارسة الحياتية، حيث المساواة الكاملة بين المواطنين بغض النظر عن اختلاف الدين، ففى الحياة وممارساتها قد نختلف فى الانتماء الدينى، فهذا مسلم وذاك مسيحى وآخر يهودى، ولكن الواجب هنا هو أن يتعايش الكل فى جو من الألفة والمحبة، دون أن يتحول هذا الاختلاف إلى نوع من أنواع الصراع أو رفض كل طرف للطرف الآخر.

رأيى، فإن الدور المهم هنا فيما يتعلق بالتربية والتنشئة على احترام الأديان، إنما يقع أولاً على عاتق جهات عديدة فى مقدمتها الأسرة، والمؤسسة التعليمية من دور حضانة ومدارس ومعاهد وكليات، والمؤسسات الإعلامية كافة من صحف ودور نشر وقنوات تليفزيونية ومحطات إذاعية، والمؤسسات الثقافية ومنها المجلس الأعلى للثقافة وهيئة الكتاب وقصور الثقافة.. إلخ، هذا بالطبع فضلاً عن دور كل من المؤسسة الدينية الإسلامية والمسيحية. ذلك أن الجهلاء هم وحدهم الذين يصنعون الفتنة، إذ هم يصنعونها بجهلهم وبعدهم عن إعمال العقل والجرى وراء الشائعات التى ليس لها أساس من الصحة، وهم يصنعون الفتنة كذلك بانغلاقهم حول ذواتهم ورفضهم لقبول الآخر المختلف وعدم إيمانهم بالتنوع والتعددية كقيمة إنسانية وضرورة حياتية، كما إنهم يصنعونها بحقدهم وبعدهم عن روح المحبة والتسامح.

أتمنى أن نعيش نحن المصريين، فى حالة من التسامح والمحبة وقبول الآخر رغم الاختلاف، وأن يسود بيننا دائماً الإيمان بأن الاختلاف فى المعتقد الدينى لا يفسد للود قضية، إذ علينا أن نعلم جيداً أن كل دين يدعو إلى القيم والفضائل الإنسانية المشتركة، ومنها قيم الحب والتعاون والتسامح وقبول الآخر وعمل الخير ونبذ العنف والإرهاب والتعصب.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة