من الملفت للنظر أن الصين شهدت تطورات متسارعة خلال الأعوام القليلة الماضية، فبالرغم من إعراب الزعيم الراحل ماوتسى تونج عن أسفه الشديد لعجز بلاده حتى عن وضع ثمرة بطاطس فى الفضاء، وذلك عام 1957 أى فى العام الذى وضع فيه الاتحاد السوفيتى السابق مركبة من صنع الإنسان فى مدار حول الأرض، إلا أنه فى عام 2003 أصبحت الصين ثالث دولة- بعد أمريكا والاتحاد السوفيتى- تنضم إلى عضوية النادى الدولى للفضاء بعد نجاحها فى إطلاق أولى رحلاتها المأهولة إلى الفضاء عبر المركبة (شنتشو 5).
وأكدت الصين ذلك النجاح بإرسال ثان رحلاتها الفضائية المأهولة (شنتشو 6) فى أكتوبر عام 2006، ثم رسخته بإرسال ثالث رحلاتها الفضائية المأهولة (شنتشو 7) فى سبتمبر عام 2008.
وخلافا لبرامج الفضاء الروسية والأمريكية التى تركز على القطاع الصناعى، يركز برنامج الفضاء الصينى على القطاع الزراعى والحيوانى للوفاء بالاحتياجات الغذائية لسكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، من خلال تربية سلالات جديدة عالية المردود الإنتاجى وممتازة الجودة ومقاومة للأمراض والآفات عبر وضع البذور فى الأقمار الصناعية والسفن الفضائية العائدة إلى الأرض بعد تعرضها للأشعة عالية الطاقة وفعاليات الفراغ الكامل وانعدام الجاذبية وغيرها من الدورات الكيماوية المختلفة عن الأرض.
