الدكتور مصطفى البرغوثى، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، يعتبر نفسه طريقاً ثالثاً بين حركتى فتح وحماس، قال إنه سيستغل سفره على الطائرة مع وفد فتح للحديث معهم عن النقاط العالقة فى جلسات الحوار، طارحاً فكرة العودة مرة أخرى إلى دمشق للتشاور مع قيادات حماس حول ذات القضايا، قبل ساعة من سفره التقاه اليوم السابع فإلى الحوار.
كيف تقيم المرحلة الأولى حوار الفصائل؟
من الواقعية أن نقول إن لدينا انقساماً عميقاً ومستمراً منذ أكثر من عامين وترك آثار سلبية كثيرة، وهناك اختلاف فى الآراء والرؤى بين الفصائل، وما حدث هو أن المرحلة الأولى من الحوار الفلسطينى تم خلالها ردم الهوة بين الفصائل، ثم انتقلنا لمرحلة الحوار الوطنى، وبعد 11 يوماً من الحوار والعمل المتواصل استطعنا الاقتراب بالمواقف كثيراً إلى الإمام، واقتربنا كثيراً من حل قضايا، من بينها التوافق على نوع الحكومة بأنها تكون حكومة توافق وطنى وانتقالية وستشكل على أساس القانون الأساسى، واتفقنا على نوع من القيادة الواحدة المؤقتة الفلسطينية حتى يتم انعقاد المجلس الوطنى الجديد، وعلى آلية لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن، واعتماد نظام التمثيل النسبى فى المجلس الوطنى.
لكن القضايا المتبقية للجولات القادمة هى الأصعب؟
بقيت أربع قضايا أساسية، القضية الأولى متعلقة بجملة واحدة فى البرنامج السياسى للحكومة الانتقالية وتتعلق بـ"احترام" أو "الالتزام" بالاتفاقيات التى أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، بالإضافة إلى كلمة واحدة تتعلق بصياغة القيادة الانتقالية، وهل ستكون هذه القيادة داخل أو خارج إطار المنظمة، أما النقطة الثالثة فتتعلق بتشكيلات الحكومة، والنقطة الأخيرة تتعلق بكيفية معالجة انقسام الأجهزة الأمنية، وما هى الآلية التى ستتبع فى ذلك.
البعض فسر التوقف المؤقت للحوار بالرغبة فى إرجائه لما بعض قمة الدوحة؟
هذا غير صحيح، لأننا نعمل على أن تنجز المصالحة قبل القمة العربية أن استطعنا.
حالة التشدد من جانب حماس فى الأيام الأخيرة للحوار ربطها البعض بضغوط قطرية إيرانية، فى مواجهة التحركات المصرية السعودية الأخيرة فى المنطقة؟
لا أعتقد أن ذلك تفسيراً صحيحاً، لأن كل الأطراف الفلسطينية معنية بالتوصل لاتفاق قبل القمة العربية، ولا يوجد إطلاقاً أى منحى للقول بأن البعض يريد التأجيل، أما فيما يتعلق بمسألة تشدد حماس، فأننى لا أؤيد هذا التوصيف لأن هناك مواقف مختلفة بعضها تم التراجع عنها، وأخرى مازالت عالقة، وهذا لا يعنى وجود تشدد.
فيما يتعلق بالاعتراف الدولى بحكومة التوافق الفلسطينى، كانت هناك مؤشرات على انفتاح أمريكا وأوربا على التحاور مع حماس، فهل مازالت لديكم تخوفات من عدم الاعتراف بحكومة تضم عناصر من حماس؟
أولاً نحن لا نتحدث عن حكومة بها سياسيين بارزين، وإنما عن صيغة حكومة انتقالية مؤقتة لبضعة أشهر تركز مهامها على إعادة الإعمار، وإصلاح الانقسام والتحضير للانتخابات أى لن يكون لها مهمات سياسية كبرى، ولذلك سيتعامل العالم معها.
إلى أى شىء توصلت اجتماعات فتح وحماس؟
عقب الإعلان عن تأجيل الحوار الفلسطينى لأيام عقدت جلسات منفردة مع وفدى فتح وحماس لحثهم على ضرورة إنهاء النقاط العالقة، وقبل ذلك زرت سوريا قبل أن نأتى للقاهرة والتقيت بالمسئولين من حركة حماس على أساس تقريب وجهات النظر، وهذا الأمر أعلنه للمرة الأولى. وأقول إن الأيام القادمة مهمة جداً لمحاولة ردم الخلافات، لأنه لا يجوز أن يأتوا إلى مصر، وهم عند نفس المواقف التى غادروا عليها.
ما هو موقفك حال إطلاق سراح مروان البرغوثى وترشيحه للانتخابات الرئاسية؟
سيتوقف ذلك على البرنامج السياسى الذى سيطرحه، وإذا اقتنعت به فلماذا لا أدعمه، وأستطيع أن أؤكد أن مروان إذا خرج من السجن سيلعب دوراً مهماً فى إصلاح وتقوية حركة فتح.
كيف ترى الوضع على الجانب الإسرائيلى فى ظل الحديث عن منح حزب ليبرمان المتشدد أهم وزارات تتعلق بفلسطين؟
الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون عنصرية ومتطرفة وشرسة، وتشكل خطراً على الشعب الفلسطينى والمنطقة بأسرها، لأنها حكومة ترفض فكرة الدولة المستقلة والمفاوضات وترفض مبدأ السلام، ووزير خارجيتها المقبل ليبرمان، يدعو للتطهير العرقى، وتدمير السد العالى وإغراق مصر بالفيضان، وسيتولى حزبه الفاشى أهم ثلاث وزارات لها علاقة بالفلسطينيين، وزارة "الاستيعاب" لتهجير مزيد من الفلسطينيين، ووزارة "البنية التحتية" لتسريع عملية التوسع الاستيطانى، ووزارة "الخارجية" لإحباط أى جهد للسلام فى المنطقة، ووزارة "الأمن الداخلى" لتعميق القمع للفلسطينيين.
البرغوثى: الحكومة الإسرائيلية المقبلة عنصرية ومتطرفة
الثلاثاء، 24 مارس 2009 07:25 م
مصطفى البرغوثى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة