رصد موقع "ميدل إيست تايمز" البريطانى غضب الأقباط الموجودين داخل مصر من تصرفات أقرانهم فى الخارج. وقال الموقع فى تقرير أعده جوزيف مايتون، إن النقد اللاذع الذى يوجهه الأقباط فى الخارج للحكومة المصرية لا يزال يثير غضب إخوانهم داخل مصر. وكانت آخر قنبلة المقال الذى كتبه رئيس الاتحاد القبطى الأمريكى رفيق إسكندر، الذى ادعى فيه أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون منحت الضوء الأخضر للرئيس حسنى مبارك لما أسماه "قتل مزيد من الأقباط فى مصر". ويقول إسكندر فى المقال الذى نشره موقع كريستيان نيوزوير، إن كلمات كلينتون للحكومة المصرية سمحت للقاهرة بارتكاب مزيد من الجرائم فوراً بحق الأقباط.
وقد أدى هذا المقال الذى جاء تحت عنوان "بيان وزيرة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان فى مصر" إلى إثارة غضب الكثير من الناشطين الأقباط، بسبب لغته العدائية.
جورج إسحاق العالم القبطى وأحد الناشطين القياديين، قال إن أغلب ما تعبر عنه الجماعات القبطية فى الخارج يكشف عن جهل للحقائق الموجودة على أرض الواقع. ويقول أيضا، إن دافع كثير من هؤلاء الذين يوجهون هذه الاتهامات هو الحصول على المال والشهرة. من المؤسف حقاً أن يحدث هذا، لكن مثل هؤلاء الأشخاص يحاولون إجبار الآخرين على دعم منظماتهم. ومن السهل عليهم اللعب على خوف الأمريكيين من المسلمين.
فى مقاله، لم يلق إسكندر بالاً لدعوات الرئيس الأمريكى باراك أوباما المتجددة الخاصة بحقوق الإنسان. مشيراً إلى أن كلينتون قللت من قيمة الاهتمام بحقوق الإنسان، وذلك عندما وجه أحد الصحفيين للوزيرة الأمريكية سؤالاً حول تقرير حقوق الإنسان الأخير الذى نشرته وزارتها، والذى أشار إلى حدوث انتهاكات خطيرة فى مصر. وقال إسكندر إن كلينتون ردت بالقول: نحن نصدر هذه التقارير عن كل دولة.. ونأمل أن يتم التعامل مع هذه التقارير بالروح التى قدمناها، وأننا لدينا مساحة لتحسين الأوضاع. واعتبر إسكندر أن رد كلينتون شجع نظام مبارك على المضى قدماً فى خططها لطرد سكان مصر الأصليين من بلادهم.
ويعتقد بعض الأقباط أنهم السكان الأصليين لمصر، وأنهم يعيشون فى ظل الاحتلال الإسلامى.
ويرى جورج إسحاق أن مثل هذه البيانات تمثل محاولة سافرة لإعادة توجيه الخطاب العام من المواطنة إلى الشقاق. ويضيف: أقول للناس فى جميع الأوقات إننا كلنا مصريون، مسلمون ومسيحيون، وإننا جميعا فى حاجة إلى العمل معاً من أجل تحقيق أهدافنا وهى الديمقراطية والحرية وهذا ينبغى أن يأتى أولاً.
ويشير المنسق العام السابق لحركة كفاية، إن تقرير الخارجية الأمريكية تضمن تفاصيل عن انتهاكات أخرى تتعلق بالتعذيب فى السجون واجتجاز سجناء الرأى، وهى الأمور التى لا صلة لها بأى تمييز ضد الأقباط، مما يجعل بعض أقباط الخارج يبالغون بشكل غير مناسب فى قضيتهم، فى حين أن أسباب الاهتمام فى الواقع متنوعة. المشكلة الرئيسية هى دليل على أن هؤلاء الناس لا يعرفون وطنهم.
والمعروف أن رئيس اتحاد القبطى الأمريكى مواطن أمريكى يقول، إن منظمته تحترم تماما وتثق فى الرئيس أوباما وإدارته. وأن بلادنا الولايات المتحدة تواجه الآن تحديات رهيبة فى الخارج وكذلك فى الداخل. ومثل كل الأمريكيين، ما زلنا نصلى أن ينجح رئيسنا فى التغلب عليها.
ميدل إيست تايمز:
أقباط مصر مستاءون من أقباط المهجر
الثلاثاء، 24 مارس 2009 12:12 م