واشنطن تايمز: جيهان السادات تحيا من أجل السلام

الإثنين، 23 مارس 2009 08:33 م
واشنطن تايمز: جيهان السادات تحيا من أجل السلام
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة واشنطن تايمز فى عددها الصادر اليوم الاثنين، بالتعليق على كتاب أرملة الرئيس المصرى الراحل أنور السادات "أملى فى السلام"، والذى حاولت من خلاله تذكير المصريين والعالم أجمع ببطل الحرب والسلام الذى لن يستطيع أحد محو ما فعله من أجل مصر، كما أعربت عن أملها العظيم فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط الممزق، فإلى نص التقرير:

السلام فى الشرق الأوسط محتمل! العرب المسلمون ضد الإرهاب! العرب لا يتغاضون عن قتل المدنيين العشوائى! هذا الذى تروج له جيهان السادات، أرملة الرئيس المصرى السابق أنور السادات، الذى اغتيل من أجل تحقيق السلام فى مصر، فى كتابها "أملى فى السلام".

تركز السادات فى كتابها الجديد على ما تعتبره الهدف الرئيسى لحياتها؛ السلام فى الشرق الأوسط، تؤكد أرملة الرئيس الراحل على أن عملية السلام مازالت ممكنة، مشيرة إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتى بادر بها السادات واستمرت لأكثر من 30 عاماً.

تقول السادات إن زوجها أدرك كيف أن مصر دولة فقيرة بائسة لا تتحمل خوض أى حرب حتى وإن كانت محدودة وأسلحتها غير مكلفة، وشعر السادات أنه سيكون من الأفضل استثمار الأموال المتوفرة فى تنمية البنية التحتية وتحسين مستوى المدارس لمساعدة الدولة على تحقيق التقدم الاقتصادى، بدلاً من إنفاقها على الأسلحة غير المفيدة، السلام مع إسرائيل كان حتمياً، وذلك لأنه إذا تحقق فى المنطقة، كان سيتبعه سلام عام يشمل إسرائيل وفلسطين، وهو الأمر الذى كان يصب فى مصلحة الجميع.

صمم اتفاق كامب ديفيد فى الأساس من أجل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وفلسطين، ولم يكن هناك أحد من القادة العرب، باستثناء الملك حسين ملك الأردن الراحل، من يتميز بالحنكة السياسية والبعد السياسى الذى عرف بهما السادات.

وتتمحور وصفة جيهان السادات لتحقيق السلام حول ثلاث جبهات؛ الأولى على المستوى الحكومى والتنظيمى، بحيث يكون من اليسير التوصل إلى اتفاقات دولية، الثانية، تطلق عليها السادات، مستوى العلاقات المتبادلة، وهو المستوى الذى يجب أن يضم وسائل الإعلام، وينطوى على سلوكنا وأفعالنا إزاء الأعداء، وهو الأمر الذى يستدعى وجود رؤية ومهارة، أما الجبهة الثالثة، فتوجد بداخلنا، فى مقصدنا أو "نيتنا"، كما يسميها المسلمون.

الإسلام، كغيره من الأديان، يهتم كثيراً بما يوجد فى القلوب والنيات والدوافع، التى تقود الأفعال. وتقول السادات: يعامل الجميع السلام باعتباره حلماً وردياً، ولكن إذا استطاع رجل الشارع رعاية نبتة السلام فى قلبه ونوى على إحلاله مع أخيه الإنسان، وعلى الكوكب الذى يعيش فوق سطحه ويتقاسمه مع أخيه، حينها إن شاء الله، سنتمكن من تحقيقه.

حصلت السادات على 20 دكتوراه فخرية، بجانب الدكتوراه التى حازت عليها بمجهودها، وتحاول جاهدة اعتناق وممارسة ما تروج له، ويظهر هذا جلياً فى جهودها الحثيثة فى جامعة ميريلاند، حيث جمعت بين فصل دراسى للفلسطينيين وآخر للإسرائيليين حتى يتمكنوا من الدراسة معاً والتعلم من بعضهم البعض، على أن يكون الهدف الرئيسى والنهائى هو إحلال السلام فى الشرق الأوسط.

تلك الجهود تستحق الثناء والتقدير نظراً لأهميتها البالغة، وسيكون لها أثر عظيم إذا تم تعزيزها وتكرارها بواسطة الآخرين فى تحقيق السلام الذى يرغب الجميع فى إحلاله.

ومن جهة أخرى، تكتب السادات للجمهور الأمريكى كامرأة مصرية، وتحاول شرح الإسلام والدور المحورى الذى تلعبه المرأة فى كنفه، والسادات امرأة متدينة، تجد وضعها كامرأة مسلمة مريحاً، كما تصف بشىء من التفصيل النساء المصريات اللاتى عشن فى مطلع القرن العشرين، واللاتى يتشابهن مع نظرائهن الأمريكيات فى ذلك العصر فى عدد من الجوانب، وتكتب عنهن باعتبارهن نموذجاً يحتذى به.

وتجنبت السادات التطرق إلى قيام طالبان بتفجير المدارس ليحرموا الفتيات من التعليم، كما لم تعلق على الشرطة الدينية التى توجد فى إيران والمملكة العربية السعودية، وهذا لا ينتقص من كونها نسائية مهتمة بقضايا المرأة، ولكنها تفضل الكتابة عن القضايا التى قد يكون لها تأثير إيجابى عليها.

وتصف السادات الطبيعة السمحة والسلمية التى يتميز بها الدين الإسلامى، فمثلاً تقول إن التفجيرات الانتحارية، يبغضها الإسلام، وتخالف الشريعة الإسلامية؛ ويحرم الله هدر الحياة التى منحها لبنى البشر، كما يحرم قتل الأبرياء.

وتشير السادات إلى أن لفظ "السلام" مشتق من كلمة "الإسلام"، وتستشهد بآيات من القرآن وأحاديث نبوية لتؤكد على طبيعة المسلمين والإسلام المتسامحة، وتؤكد أرملة السادات على أن الملالى الذين يروجون لعمليات التفجيرات، يمنعون رسالة الإسلام التى أمر الله بها.

وعلى الرغم من ذلك، أساءت السادات، ربما دون قصد، اقتباس سيدة متدينة تعرف بقوتها، وهى جولدا مير، أول رئيسة وزراء إسرائيلية، عندما نقلت عن مير قولها بأن الشعب الفلسطينى لا وجود له، وهو فى حقيقة الأمر إدراك مشوه لما قالته رئيسة الوزراء بالفعل.

ولكن هذا لا ينتقص من كون جيهان السادات امرأة ذكية، متدينة، مثقفة لا تدعو فقط من أجل السلام، بل تعمل جاهدة لتحقيقه، وكم يحتاج العالم إلى العديد من أمثالها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة