أعاد إعلان الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز، مشاركته فى قمة الدوحة للأذهان الجدل الذى أثير حين شارك الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للمشاركة فى قمة الدوحة السابقة أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة، خصوصاً بعد تردد أنباء تفيد نية قطر فى دعوة إيران للقمة المقبلة أيضاً، فما الصفة التى تشارك بها فنزويلا أو إيران فى قمة تجمع دولاً عربية تحاول جاهدة إصلاح ذات البين فيما بينها، وما تأثير وأهمية مشاركة هؤلاء فى خدمة القضايا العربية.
ممدوح سالم، الباحث بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، قال إن حضور فنزويلا وإيران للقمة يدعم التيار المتشدد، وينبئ بحدوث خلافات جذرية بالمؤتمر، وهو ما يثير الشكوك حول هل لدى الدوحة رغبة حقيقية فى إنجاح القمة؟، والتقريب بين الدول العربية؟، ويرى سالم أن الدوحة "فاترينة" لعرض السياسات الأمريكية، وبالتالى فإن دعوة إيران، لو تمت بالفعل قد يكون له سبب، خاصة بعد التوجه الأمريكى الأخير تجاه طهران، إلا أنه لم يستبعد أن يكون للمشاركة الإيرانية آثار سلبية على نتائج القمة. أما فيما يتعلق بشافيز، فيقول سالم إن مواقفه المتشددة من الولايات المتحدة تثير الشكوك حول حقيقة حضوره بالفعل، خاصة وأن العلاقات التى تربط الدوحة وواشنطن تؤكد أنها لن تتخذ أى تصرف تتجاهل فيه تلك العلاقات.
وهو ما اتفق معه الدكتور سيد عكاشة، أستاذ العلوم السياسية، مشيراً إلى أن حضور شافيز وتصريحاته التى تثير اللغط تجاه الولايات المتحدة ستوتر العلاقات مع الغرب وتؤثر على القوة التفاوضية للعالم العربى مع العالم الغربى، وقال عكاشة إن هناك قواعد معروفة للقمم العربية، ومشاركة شافيز لا تتعدى كونها مسألة معنوية تتسم "بالطفولية" وتشبه مواقف العقيد القذافى التى لا تؤدى إلى موقف تفاوضى جيد فى السياسة الدولية، وأضاف أنه لم يكن من الضرورى دعوة رئيس فنزويلا، لأنها دولة غير فاعلة فى العلاقات بين الغرب والعرب وغير ذات أهمية كبرى، والقمة العربية عليها أعباء كثيرة لا بد أن تركز عليها، وليست بحاجة لتكريم أشخاص وإنما لاتخاذ قرارات مصيرية فى القضايا الهامة.
ويرى السفير مصطفى عبد العزيز، مستشار مركز دراسات الخليج، أن بعض الدول العربية لا ترحب بتواجد إيران وفنزويلا وربما يؤثر ذلك على مستوى مشاركة تلك الدول فتقتصر مشاركتها على دبلوماسيين يمثلونها دون أى تمثيل وزارى وقد تؤثر أيضاً على المناقشات فى القمة، وأن كانت غير مؤثرة بالنسبة لأجندة القمة، لأنها محددة ومعروفة مسبقاً.
