أدانت جامعة الدول العربية الاعتداءات الإسرائيلية على مؤسسى احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية والمتضامين معهم وزجهم فى السجون، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تأتى فى إطار مواصلة السلطات الإسرائيلية المحتلة تنفيذ أكبر عملية تهويد طالت المدينة القديمة واستمرارها فى الاستخفاف بمشاعر أهلها الفلسطينيين وإنكار حقوقهم الثابتة فى مدينتهم.
وشددت الجامعة العربية على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولى وتحدياً كبيراً لقرارات الشرعية الدولية، والتى تؤكد جميعها أن القدس هى أرض عربية محتلة، وأن أى إجراءات تتخذها إسرائيل هى باطلة ولا يعتد بها.
وأشار بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية إلى أن إسرائيل منعت القوة القائمة بالاحتلال وبالقوة المسلحة المقدسيين فى 21/3/2009 من احتفالاتهم الفنية والثقافية التى تشكل جزءاً من احتفال الفلسطينيين بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.
وقال البيان، إن هذه المدينة العربية الخالدة فى ذاكرة التاريخ، والتى تشهد بسكانها ومساجدها وكنائسها وأسوارها وطرقاتها وتاريخها وتراثها وآثارها على هويتها العربية، والتى كانت مدينة التوحيد منذ عهد الملوك العرب (الكنعانيون الأوائل) مؤسسى الحضارة الكنعانية فيها وحتى الاحتلال الإسرائيلى لها منذ عام 1967 الذى دأب التنكر لهويتها والعمل على تهويدها.
كما أكدت الجامعة، أن كافة المحاولات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس وتهجير أهلها ومسح ذاكرتها وتدمير ثقافتها وتغيير جغرافيتها وعزلها بالجدار والاستيطان عن محيطها، وبالقوانين العنصرية والسياسة القهرية لأهلها، واستعمال القوة المسلحة ضدهم، ستبوء بالفشل فى تشويه الحقائق وطمس معطيات ومعالم التاريخ والجغرافيا، مهما قامت إسرائيل من تزوير وتدليس وسرقة أرض وهدم منازل وتشريد عائلات فى محاولة للهروب من حقيقة عروبة مدينة القدس الخالدة.
وحذرت من استمرار إسرائيل فى هذه الانتهاكات وإنكارها الحقوق العربية الثابتة فى القدس المحتلة، وطالبت المجتمع الدولى، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية تحمل مسئولياتها وإلزام إسرائيل تنفيذ جميع قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بالقدس، حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين.
ودعت الجامعة جميع المؤسسات العربية والإقليمية والدولية ذات العلاقة بالتراث الإنسانى والثقافة، خاصة منظمة اليونسكو التصدى لكل محاولات تهويد المدينة والعمل على حمايتها والحفاظ على تاريخها وتحمل مسئولياتها فى تنفيذ قواعد القوانين الدولية لحماية الآثار والمحافظة على التراث الإنسانى فى العالم، ومنها مسئولية حماية القدس وتراثها وهويتها وتقديم كافة أشكال الدعم لأهلها فى الصمود والتصدى لمحاولات إسرائيل طمس هويتها وتاريخها وتراثها العربى والإسلامى.