نشرت صحيفة الجارديان مقالا تروى فيه الممثلة البريطانية رومولا جارى وقائع زيارتها الأولى للشرق الأوسط والتى قامت خلالها برحلة إلى مخيم للاجئين العراقيين فى سوريا.
وتروى جارى أنها قامت فى يناير الماضى، بزيارة الشرق الأوسط لأول مرة فى إطار قبولها لعرض من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لتصوير فيلم قصير عن جهود المفوضية لخدمة اللاجئين العراقيين والفلسطينيين فى سوريا، وذلك بعد الكثير من الآمال التى راودتها خلال العام الماضى فى إمكانية انتهاء أهوال الحرب فى العراق، وأنها يمكن أن تعود إلى بلادها ببشارة طيبة حول هؤلاء.
وتعبر جارى -26سنة- عن خيبة أملها من تدهور الأوضاع التى يعيش فيها هؤلاء بالقول "رحلتى إلى مخيم للاجئين فى سوريا قتلت أى آمال لدى فى إنهاء الأهوال العراقية، كما أنها أكدت أن ما نفعله ليس كافيا بالمرة لمساعدة هؤلاء الضحايا، فلقد رأيت حالة من الفوضى العارمة التى صنعتها الحرب فى حياة 1.2 مليون عراقى من الذين فروا من بلادهم".
وتردف جارى، أنها قامت بزيارة اثنين من مخيمات اللاجئين، الأول حيث ترعى المفوضية أعدادا كبيرة من اللاجئين العراقيين الذين يعيشون فى الأحياء الفقيرة خارج العاصمة دمشق، أما المخيم الثانى ويدعى التنف وهو يضم 800 لاجئ فلسطينى من الذين كانوا يعيشون بالعراق فى المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
وتروى قصة الطفل على - 12 عاما- التى تعبر عن حالة الفقر الطاحنة والاكتئاب الذى يتخلل حياة اللاجئين العراقيين، وفق قول جارى، فـ "على" يعيش فى شقة دون نوافذ بالطابق السفلى لمبنى سكنى فى حى فقير يدعى "السيدة زينب" على مشارف دمشق.
و "على" ووالدته "أميرة" قد فرا من بغداد عام 2007 بعد مقتل زوجها ووالدها وأخويها الاثنين، وتعمل أميرة حالياً فى ملهى ليلى بدمشق، كما أنها تقوم بأخذ طفليها معها إلى الملهى فى الليل، كى لا تتركهم وحدهم لأنهم لا يذهبون للمدرسة.
وتقول جارى، إن أميرة واحدة من العديد من اللاجئين الذين لا تسمح لهم السلطات السورية بالعمل مما قد يستحيل معه أن تدفع إيجار الشقة التى تعيش فيها، وقالت أميرة إن أسرة زوجها اكتشفت طبيعة عملها لذا هددوها بخطف أبنيها وقتلها إذا ما أتت بالقرب من حدود العراق، وهكذا فإن أمر عودتها إلى العراق ليس خيارا لها فى الوقت الراهن، ولكن ليست أميرة وحدها فتقول جارى أنها قابلت العديد من العراقيين الذين يرفضون العودة إلى العراق.
وتروى جارى أن الكثير من الفلسطينيين الموجودين بسوريا لا يتمتعون بخيار العودة، فهؤلاء الذين كانوا هدفا للميليشيات المسلحة فى العراق بعد اندلاع الحرب فى العراق يعرفون أنه من غير المسموح لهم دخول سوريا لذا لجأ بعضهم لتزوير جوازات سفر عراقية، ورغم ذلك وبعد سنوات من العيش فى الأحياء الفقيرة والخوف من القبض عليهم وترحيلهم إلى العراق، قام بعضهم بتسليم أنفسهم طواعية إلى مفوضية اللاجئين أو الحكومة العراقية، كى يتم إرسالهم إلى مخيم "التنف" للاجئين.
ويقع مخيم التنف فى وسط الصحراء حيث موجات الحر الحارقة والبرد القارص ليلاً والحرائق والفيضانات، وتشير الممثلة البريطانية إلى مقتل امرأة حامل حينما اشتعلت النيران فى الخيام العام الماضى، كما ترى أن وجود المخيم بين الحدود السورية والعراقية بمثابة سجن لهؤلاء الذين يعيشون فيه.
وتستطرد أنه على الرغم من ذلك، إلا أن سكان المخيم جميعاً يعيشون تحت حماية المفوضية وهناك فرصة لإعادة توطينهم فى أماكن مخصصة لهم، مما قد ينبئ بحياة أفضل لهم إلى حد ما.
وفى آخر تعداد للأمم المتحدة سجل 224343 لاجئ فى سوريا وكل منهم يستطيع التمتع برعاية طبية وغذائية والحصول على المساعدات المالية.
وترى جارى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التى تقوم بها مفوضية اللاجئين، إلا أن هذا ليس كافيا لمحو صدى الحرب العراقية فى المنطقة، كما تؤكد أنه حان الوقت لتغير المملكة المتحدة البريطانية من سياستها نحو هؤلاء اللاجئين الذين لم تسمح بدخول ولو شخص منهم إلى أراضيها.
بعد زيارتها لمخيم للعراقيين بسوريا:
الممثلة البريطانية رومولا: ما نفعله للعراقيين لا يكفى
الأحد، 22 مارس 2009 11:15 ص