رغم الكثير من الانتقادات التى توجه إلى الدول العربية، خاصة الإسلامية من قبل الغرب والجماعات الليبرالية المناهضة للدولة الدينية، ووسط كثير من النداءات الغربية بضرورة فصل الدين عن الدولة، تطل أكثر الدول تحرراً "الولايات المتحدة الأمريكية" علينا بقرارات سياسية مرجعها رجال الدين.
ورغم ما تعرض له الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش من انتقادات، بسبب لجوئه إلى أحد القساوسة المتطرفين قبل إتخاذه قرار غزو العراق ومن قبلها أفغانستان، إلى جانب تنفيذه خطة سياسية فى الشرق الأوسط تقوم على بعض المعتقدات الدينية الوهمية، جاء الرئيس الجديد باراك أوباما، والذى تفاءل الكثيرون باعتداله لانتمائه للحزب الديمقراطى، ليفتح ملف الانتقادات مرة أخرى، حيث نشرت صحيفة التليجراف خبراً مفاده، أن أوباما يواجه حالياً وابلاً من الانتقادات بعد أن استبدل المرشد الروحى له القس "جيرميا رايت" بدائرة جديدة من رجال الدين الذين تتعارض وجهات نظرهم مع بعض الأهداف السياسية للولايات المتحدة، إذ أن أوباما يلجأ حالياً إلى ما لا يقل عن خمسة من رجال الدين الذين يتصل بهم من أجل طلب المشورة فى لحظات التوتر وعند إتخاذ القرارات السياسية الكبيرة.
وذكرت الصحيفة، أن أربعة من دائرة المستشارين الدينيين لأوباما أثاروا غضب جماعات حقوق الإنسان بعد أن رفض القساوسة الاعتراف بحقوق "مثلى الجنس"، ولكن دعوهم إلى الصلاة كى يشفوا من هذا "الإثم".
ويتخوف آخرون من هذه اللجنة الدينية التى اختارها أوباما، والذين يروا أن أنه لا بد من مشاركة الكنيسة لجهود أوباما فى مكافحة الفقر على المستوى الشعبى، إذ أن هذه اللجنة تتضمن اثنين من كنيسة بولاية تكساس وعظا بأن الثروة الشخصية هى علامة على ورع الشخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن "دائرة الصلاة" أو لجنة المشورة الدينية التى أسسها أوباما تعارض حق الإجهاض، الأمر الذى يتعارض مع موقف أوباما، أكثر الرؤساء تحرراً فى تاريخ الولايات المتحدة، الذى يقول إن "كل شىء مباح".
وقد أثار هذا العديد من مؤيدى أوباما ضده، وقال "واين بيسين" مؤسس لجنة مناهضة لحملة الكنيسة ضد مثلى الجنس، للصحيفة إن أوباما لديه اتجاهاً لإحاطة نفسه بهؤلاء القساوسة المناهضين بشدة لمثلى الجنس، فهؤلاء يعتقدون أن مثلى الجنس، هم مرضى ومذنبون ويحتاجون للصلاة من أجل الشفاء.
وذكرت أن أوباما قام بالصلاة مع أوتيس موس وجويل هنتر أحد أعضاء الدائرة، ذلك على أعتاب انتخابه، ثم ضم إليهم ريف جاكز وكولدويل.
ونقلت الصحيفة عن المعلق الدينى المحافظ جوزيف لوكونتون مخاوفه من هؤلاء الذين يروا أن أوباما يسعى إلى وضع غطاء من رجال الدين المحافظين على سياساته التى تدعى الليبرالية، وأضاف أن إغراءات أوباما للتلاعب بالدين من أجل أغراض حزبية من المرجح أن تكون قوية.
