التصريحات التى تخرج عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين بأنه لا اعتراف بحكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها حماس إلا بعد الاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين، يراها الخبراء متعنتة وتتجاهل عدم التزام إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، فهل تستجيب حماس للضغوط الدولية وتعترف بإسرائيل.
السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أشار إلى أن الشروط بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى هى شروط متشددة ومعقدة، فإسرائيل تشترط أن تعترف حماس بها، وحماس تشترط قيام دولة فلسطينية والاعتراف بكافة الحقوق الفلسطينية، وبالتالى يجب أن تكون تلك الشروط تفاوضية وليست إجبارية حتى يتم التوصل إلى اتفاق يرضى الطرفين والتوصل إلى سلام دائم.
وأضاف رخا أن إسرائيل دائماً لا تعترف بأى حقوق للشعب الفلسطينى حتى خارطة الطريق التى ادعى شارون بأنه اعترف بها وضع بها 14 تحفظاً، وقام بخداع العالم والوطن العربى ولم يقبل بها.
هذا فيما يرى الدكتور سمير غطاس مدير مركز "مقدس" للدراسات الفلسطينية، أن أى حكومة وحدة وطنية سيتم تشكيلها مستقبلاً عليها أن تلتزم بشروط الرباعية الدولية والالتزام بكافة الاتفاقيات التى وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل من قبل، وقال إن حماس لن تعترف بإسرائيل إلا عندما يكون هناك دولة فلسطينية قبل حدود 67، وأضاف غطاس أن الحديث الآن هو عن تشكيل حكومة وفاق وطنى وليس حكومة وحدة وطنية، وتقوم هذه الحكومة بالالتزام بجميع الاتفاقيات المسبقة مع إسرائيل حتى تتم الانتخابات المقبلة، واستنكر غطاس التخوف الدولى والأمريكى من تشكيل تلك الحكومة.
الدكتور محمد عبد السلام رئيس ملف إسرائيل والشئون الفلسطينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن حماس لديها العديد من الصيغ للتعامل مع مثل هذه الشروط، فعندما كانت فى المعارضة لم يكن لديها أى التزامات بشأن الاعتراف بإسرائيل أم لا، ولكن عندما تكون جزءاً من حكومة، فعليها الالتزام بذلك، وبالتالى هى تريد أن تقوم بشرعية خاصة بها للهروب من ذلك المأزق، والذى يلزمها بالاعتراف بالدولة الأخرى.
وأضاف عبد السلام أن شروط الرباعية الدولية هى الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والإرهاب والالتزام بالاتفاقيات التى وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، بالإضافة إلى فكرة الالتزام بالدولة، وهذا الشرط الأخير من شروط الرباعية هو الذى تلعب به حماس لعدم وجود دولة فلسطينية حتى الآن، وبالتالى حماس غير ملزمة بالاعتراف بإسرائيل، وهى ليست جزءاً من دولة غير موجودة على أرض الواقع حتى الآن.
لكن السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية سابقاً، يؤكد أن هناك خطأ عالمياً كبيراً يرتكبه المجتمع الدولى فى حق الفلسطينيين، فكيف يقوم شعب محتل وتحت الحصار بالاعتراف بمن يقوم باحتلاله، فعلى إسرائيل أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطينى والانسحاب من جميع الأراضى الفلسطينية التى احتلتها بعد 67، وبعد ذلك نتحدث عن اعتراف بها.
الاعتراف بإسرائيل أم بالدولة الفلسطينية معادلة حماس الصعبة
الأحد، 22 مارس 2009 10:58 ص
ترفض حماس الاعتراف بإسرائيل إلا بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية