يستغل النصابون حاجة الشباب الماسة إلى العمل ويقومون بالنشر فى عدد من الجرائد القومية والإعلانية عن حاجتهم إلى شباب للعمل فى مختلف الوظائف المختلفة، خاصة أن الإعلان يشترط فقط صورة البطاقة دون التأكد من صحته أو التحقق من الوجود الفعلى لأى شركة، وهو ما يوقع العديد من الشباب من الجنسين ضحية لتلك الإعلانات المنتشرة فى كل مكان بلا رقيب أو حسيب.
التقى اليوم السابع بأحد هؤلاء الضحايا واسمه محمد محمود (33 سنة) دبلوم صنايع متزوج وعندى طفلة تبلغ من العمر 8 شهور قضيت عمرى فى العمل ومحاولة إعالة عائلتى، ولكنى اضطررت لترك عملى بسبب حدوث عدة مشاكل بينى وبين مديرى، وكنت أنا العائل الوحيد لأسرتى ووالدى المريض، فقمت كأى شاب بالبحث عن فرصة عمل جديدة بإعلانات الجرائد المبوبة ولم أصدق حين وجدت فرصة للعمل فى إعلان فى إحدى الجرائد ومع أن الإعلان فى الجريدة كان غير مفهوم ولم يتركوا إلا رقم هاتف محمول للاتصال به، إلا أن حالتى كانت لا تسمح لى بالشك، فكنت أحاول إيجاد عمل بأى طريقة، فقمت بالاتصال بهم فى 14 ديسمبر 2008 لمعرفة طبيعة العمل وما إذا كانت لى فرصة فيه، فأجابنى من ادعى فى وقتها أنه مدير شئون العاملين ووعدنى بالفعل بفرصة كبيرة للتعيين بالشركة وأعطانى كود وظيفى وطلب منى مصوغات التعيين كشهادة الميلاد وشهادة الإعفاء من الخدمة العسكرية، ولكن بشرط أن أقوم بتحويل مبلغ 1500 له كحوالة بريدية باسم "نها أحمد السيد" موظفة بالشركة وادعى أنها لحجز رحلة الطيران ومصاريف الانتقال إلى مقر الشركة بتوشكى، ولشدة يأسى وأملى فى التعيين فى وظيفة تعولنى أنا وأسرتى خاصة بعد أن وعدنى بعقد لمدة 6 أشهر وبمرتب 2200 جنيه استمعت إلى حديثه وقمت بالفعل بالذهاب فى الميعاد المحدد إلى بنك مصر فرع شبرا الخيمة وقمت بتحويل مبلغ 1200 جنيه، لأنه كل ما استطعت تدبيره من أصدقائى ومعارفى فى هذا الوقت الضيق واتصلت به بمجرد تحويلى للنقود كما أخبرنى وعلمت أنه تم صرفها فى نفس الوقت من فرع البنك الآخر، حيث إن الموظفة كما قال كانت منتظرة التحويل فى البنك وبمجرد تحويلى النقود قامت بصرفها على الفور فختم لى على ورقة التحويل بالصرف فأيقنت على الفور من أن الأمر غير سليم وأنى وقعت ضحية لنصاب وأن حقى قد ضاع وبل وفرصتى فى العمل وإعالة عائلتى.
فتوجهت على الفور إلى قسم شرطة شبرا الخيمة أول، فقالوا إنهم غير مختصين بتلك المحاضر وأن علىّ التوجه إلى مباحث الأموال العامة للتقدم بمحضر لمحاولة استعادة أموالى، ولكنى فوجئت فى المباحث بأنهم اعتادوا مثل هذا الموضوع وأنه يوجد الكثير من الحالات المشابهة لحالتى استغل النصابون حاجتهم المادية وحاجتهم الشديدة إلى العمل وأخبرونى أن أترك تفاصيل الواقعة وبياناتى الشخصية ونصحونى بأن أنسى فكرة أن أستعيد أموالى وقالوا "يعوض عليك ربنا" ومع إخبارى المستمر لهم بأنى أستطيع أن أساعدهم فى عمل كمين لهؤلاء النصابين، حيث إنهم ينتظرون منى مكالمة لإرسال باقى النقود لم يجبنى أحد ولم يلتفتوا لى.
فماذا أفعل وأنا رب لعائلة فى بداية حياتها؟ حيث اضطررت إلى ترك محل إقامتى والتوجه للسكن مع والدى أنا وعائلتى للحد من المصاريف واستغيث وزير الداخلية أن يوجد على الأقل نوع من الرقابة على الإعلانات التى نجدها فى الجرائد وأن توجد أى وسيلة لإيجاد صاحب هذا الإعلان حتى لا تتكرر حالتى مع أحد من الشباب من راغبى العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة