أحداث غزة المؤسفة انتهت، والقضية الفلسطينية وحماس وفتح والمجازر الإسرائيلية والمعتقلون وفتح معبر رفح وغيرها لا تزال دائرة، ولكن فى البلاتوهات والاستوديوهات، لتكون هذه الأحداث محاور أساسية فى مسلسلات الفترة المقبلة، واللافت للنظر أنك عندما تسأل مؤلفى هذه الأعمال عن سبب إقحامهم لهذه الأحداث فى مسلسله يردون عليك: "أنا كاتبها قبل ما تحصل، وأنا بذلك توقعت ما سيحدث"، فتشعر من إجابتهم أنهم من أولياء الله الصالحين، مكشوف عنهم الحجاب أو يقرأون الطالع.
نور الشريف يطلب إضافة الأحداث الأخيرة فى غزة بـ"متخافوش"
نور الشريف اعترف لنا بأنه طلب من المؤلف عبد الرحيم كمال إضافة عدة مشاهد لأحداث مسلسله "متخافوش" عما حدث فى غزة، خصوصا أن المسلسل فى الأساس يتحدث عن سطوة وسيطرة الكيان الصهيونى على المنطقة العربية، وتساءل نور: ما المانع أن نضيف على المسلسل الأحداث الأخيرة التى شهدتها غزة، ولو حتى بمنطق التأريخ للحدث دراميا؟.
كما هناك مسلسل فردوس عبد الحميد "فى مهب الريح" إخراج وليد عبد العال، تلعب فيه فردوس دور أم لخمسة أبناء، كلهم تخرجوا فى الجامعة ولكل منهم مشاكله، ومن ضمنهم "ابنة" كانت تعمل مذيعة، لكن بعد أحداث غزة حولها كاتب المسلسل إلى مراسلة تليفزيونية تعمل فى فلسطين وتغطى أحداث غزة الأخيرة.
ثانى تلك المسلسلات هو مسلسل "البوابة الثانية" قصة كوثر هيكل وسيناريو محمد عبد الخالق الذى تقوم ببطولته نبيلة عبيد، ويخرجه على عبد الخالق، فرغم أن المسلسل كتب قبل الأحداث المؤسفة فى غزة، ويتناول فكرة كيفية الحياة والتعايش فى ظل الاحتلال الصهيونى من خلال قصة امرأة صعيدية تحاول دخول فلسطين، للوصول لأحد المعتقلين هناك من قبل قوات الاحتلال، إلا أن المخرج على عبد الخالق طلب من كاتب السيناريو إضافة جزء للحوار الذى يدور حول مشهد تجلس فيه أسرة نبيلة عبيد وتشاهد نشرة إخبارية، فقد طلب المخرج إضافة حوار يدور حول بشاعة المجازر الإسرائيلية مع الاستعانة بلقطات أرشيفية من المجازر.
نبيلة عبيد لا تجد عيبا فى تعديل السيناريو لتأريخ أحداث غزة
نبيلة أكدت لليوم السابع، أنها لا ترى عيبا فى ذلك متسائلة: لماذا لا ندخل تعديلات على السيناريو على الأقل لنؤرخ لما يحدث؟ وهذا لا ينتقص من قيمة المسلسلات، بل يضفى عليها بعدا إنسانيا وسياسيا مهما، ولا نستطيع تجاهل ما يحدث من مجازر إسرائيلية تجاه الضحايا الفلسطينيين. وأشارت نبيلة إلى أن هذه الظاهرة جيدة، ويجب أن يشكر المسئولون عنها.
أيضا مسلسل "بياع الأمل" الذى كتبه عاطف بشاى وتخرجه شيرين عادل، وبطولة خالد صالح الذى يجسد فيه شخصية كفيف يمارس الدجل، ويتحول إلى ولى من أولياء الله الصالحين، فقد اقترح خالد صالح على المخرجة والمؤلف أن يوهم ذلك الدجال الناس أنه كان يتوقع الخلافات بين فتح وحماس، وأنه لديه الطريقة التى يوفق فيها بينهما.
أما مسلسل "جنة ونار" تأليف الدكتور أحمد أبو بكر، وإخراج محمد أبو سيف، وبطولة تيسير فهمى الذى يتناول موضوع معوقات البحث العلمى وسرقة الأبحاث العلمية والمجاملات فيفكر مؤلفه إضافة مشاهد تتناول أحداث غزة، وخاصة التركيز على المؤامرة ضد مصر.
أما الكاتب محمد صفاء عامر فى مسلسله "أفراح إبليس" الذى سيخرجه سامى محمد على، ويقوم ببطولته جمال سليمان وعبلة كامل وعمرو سعد وريهام عبد الغفور ومروة حسين، سوف يشهد آثار أحداث غزة على الصعيد ومدى تفاعل المواطن الصعيدى مع تلك الأحداث، رغم أن المسلسل يتناول أساسا فكرة تزاوج السلطة مع رأس المال، وما ينتج عنه من تجاوزات.
ولا يرى محمد صفاء عامر مشكلة فى أن يتناول الكاتب ما يحدث على الساحة السياسية وأن ينهل من واقعه المعاش ولو حتى مشهد والواقع فى فلسطين، وما يحدث من مجازر يحرك الحجر، وأوضح أنه مصاب بحالة "قرف" من موقف الحكام العرب، وهذا كان دافعه إلى أن يكتب ولو تلميحا عن الوضع السلبى لهم.
الكاتب أسامة أنورعكاشة يعلق على ذلك قائلا: هذا نوع من أنواع مسايرة الحدث بشكل ساذج جدا، لأن ما يكتب سيكون بشكل خطابى مباشر، وخاصة أن الحدث ما زال مطروحا وكل يوم يحدث فيه جديد، ويضيف عكاشة: تناول ما يحدث فى غزة فى الدراما وانفعال الكتاب به شعور طيب، ولكن على الكاتب أن يتابع ما يحدث ويرصده جيدا ثم يدخله "الحضانة" وأقصد هنا بالحضانة ذاكرته، وبعد انتهاء الحدث يمكن أن يستعين به فى كتاباته، ولكن هذا "الغرف" المباشر من الحدث وقت وقوعه هو دور الصحافة والجريدة السياسية وليست الدراما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة