عندما تشاهد «نجاة» 53 سنة وبجوارها ابنتها «عزة» 29 سنة تعتقد أنهما أختان, فـ «نجاة عبد الحميد» مازالت تحتفظ بحيويتها وأناقتها.
كانت نجاة تعمل موظفة فى النقابة العامة للصناعات الغذائية، لكنها اضطرت منذ أشهر قليلة لتسوية معاشها مبكراً حتى ترتاح من كد وسعى 30 عاماً كانت فيها الأم والأب لأولادها بعد انفصال أبيهم عنها وهم فى سن ما قبل دخول المدرسة: «فجأة لقيت نفسى بـ «طولى» مع عيالى: عزة «5 سنوات», وسامى «4 سنوات», تغيرت الحياة بالنسبة لى طبعاً بعد انفصالى عن أبوهم, بقيت بعمل كل حاجة وكان عمرى وقتها 25 سنة, كنت يوميا أصحى من الفجر أطبخ وأرتب بيتى وأودى الولاد المدرسة, وبعدين أروح شغلى, أخلص الساعة 2، ومنه بطلع على شغلى كممرضة لحد الساعة 9 مساء وفى طريق العودة إلى البيت أشترى احتياجاتى وأروح أقعد فى حضن ولادى نأكل وجبتنا الرئيسية بالليل, ونتكلم وبعدين ننام. وأدعى ربنا يحافظ على صحتى عشان ولادى.
30 سنة من إمبابة لمدينة نصر كل يوم, صيفاً وشتاء, فى الصحة والمرض, تضيف نجاة: علمت أولادى الاعتماد على نفسهم من سن صغيرة نتيجة لظروفنا, كان كل همى إنى أعلمهم وأخليهم مش محتاجين حاجة لأن أبوهم كان بيدينا فلوس بإيصال وأمضى عليه, وكان مبلغ زهيد كنت باحط عليه الضعفين, وفضلنا على كده كام شهر بعدها طلبنا منه زيادة المبلغ فرفض ومبقاش يدفع حاجة خالص. فى يوم صدمت سيارة فيه نجاة، وحدث لها كسر بالحوض: «اضطررت للمكوث فى البيت لمدة 3 أشهر, ولم أقبل مساعدة مادية من أحد, كما أننى فضلت عدم السكن مع أهلى بعد الطلاق, حتى أحافظ على استقلاليتى وعلاقتى الطيبة معاهم, والحمد لله عزة خلصت معهد فنى واتجوزت وخلفت, وكمان سامى بقى مبرمج كمبيوتر واتجوز وجاب لى حفيد.
«سامى» 28 سنة يقول: «أمى كانت نعم الأم والأب, ماعرفش هىّ عملت ده كله ازاى بس أنا لما اتجوزت وخلّفت عرفت يعنى إيه معنى أن واحدة ست تشيل هم تدبير ميزانية بيت, وقد إيه احساس وحش أنه الست تبات لوحدها من غير راجل تشعر معاه بالأمان وأنا أمى كانت أكيد حاسّة بكل ده واستحملت علشانا».
الجيزة
نجاة «أم عزة»: مكانش حيلتى غير الدعاء وصحتى اللى بجرى بيها على ولادى
الجمعة، 20 مارس 2009 12:57 ص