عندما أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة من مساء الإثنين قبل الماضى قام أمين متحف قصر محمد على بشبرا بإغلاق المتحف وختمه بالرصاص فى وجود لجنة وإدارى وفرد أمن تابع للمجلس الأعلى وفرد شرطة من شرطة السياحة، وسلم المفاتيح «للنوبتجى» من شرطة السياحة وانصرف، وعند الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء الماضى وصل الموظفون واكتشفوا سرقة 9 من أجمل لوحات المتحف، وتم إبلاغ النيابة.
والقصر عبارة عن قلعة حصينة من الخارج لا يمكن اختراقها خاصة أن اللصوص قاموا بفك عدد من براويز الصور الضخمة، وهو ما يكشف أنهم استغرقوا وقتاً طويلاً فى العملية، وما يستتبعه ذلك من أن لديهم ثقة كاملة أنهم فى مأمن تام وكامل.
وكشف بعض العاملين بالمتحف لـ«اليوم السابع» أنه يوم الأحد السابق ليوم السرقة قام مسئول من المتحف بتصوير اللوحات الزيتية بكاميرا «ديجيتال»، وهو الأمر الذى يطرح العديد من علامات الاستفهام حول سبب هذا التصوير، مع وجود اتهامات تشير إلى أن السارق من داخل القصر أو متعاون مع السارق.
النقطة الأكثر أهمية حسبما أكدت مصادر مطلعة لـ«اليوم السابع» هى الدور الذى يلعبه صلاح شقوير، مدير القصر، الذى تمت إحالته إلى المعاش إبان كان وكيلا لوزارة الثقافة، ونظرا لصلة القرابة التى تربطه بوزير الثقافة، حيث إنه متزوج من ابنة شقيقته وتم تعيينه مديراً لقصر محمد على، خاصة أن هذه اللوحات كانت موجودة فى متحف الجوهرة بالقلعة والتى كان يشغل منصب مديرها أيضاً، وتم نقلها عام 2006 إلى متحف قصر محمد على تحت إدارته. وأوضحت المصادر أنه رغم سرقة اللوحات وتوجيه الاتهامات فى كل الاتجاهات بالإهمال تارة وبغياب الرقابة تارة أخرى، سواء للدكتور زاهى حواس أمين المجلس الأعلى للآثار ورجاله أو حسين الجندى رئيس صندوق التنمية الثقافية ورجاله أيضاً، فإن صلاح شقوير بعيد تماماً عن المشهد مع أنه المسئول عن القصر.
وأوضح المصدر أن من بين الصور التى سرقت لوحة رائعة لمحمد على الصغير، وهو حفيد محمد على، الذى تخطوه فى حكم مصر وكتب على جدران القصر عدة مرات «إن الله على كل شىء قدير»، بل علق لوحات صور أفراد أسرته من الذين حكموا مصر على واجهة قصره ما عدا الذين اغتصبوا إرثه فى حكم مصر.
ومن جانبه أكد الدكتور ياسين زيدان أستاذ الترميم - خاصة ترميم اللوحات الزيتية - بكلية الآثار جامعة القاهرة أن كل الفئات فى مصر حالياً تسير فى اتجاه سرقات الآثار لأنها تدر أموالاً طائلة، ولا فرق هنا بين مسئول كبير أو خفير.
ويرى الدكتور مختار الكسبانى، مستشار زاهى حواس للآثار الإسلامية أن سرقة 9 لوحات من متحف قصر محمد على بشبرا «مسخرة» وهو ما يتفق معه فى الرأى الدكتور حجاجى إبرهيم، رئيس قسم الآثار بكلية آداب طنطا متسائلاً عن السر فى عدم إغلاق المتحف حالياً؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة