فوزى برهوم: لم أفسد العلاقات مع مصر.. ونراجع أنفسنا عند أى خطأ

الجمعة، 20 مارس 2009 12:59 ص
فوزى برهوم: لم أفسد العلاقات مع مصر.. ونراجع أنفسنا عند أى خطأ برهوم فى حواره مع «اليوم السابع»
حاوره: يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ تفجيرات الحسين لاعلاقة بينها وبين العدوان على غزة.. والإرهاب موجود سواء كان هناك عدوان أو لا
◄لا أحد يدخل غزة إلا تحت سمع وبصر حماس.. والوفود الأجنبية الزائرة تتواصل معنا بلقاءات سرية

حتى عام 1992, لم يكن لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ناطق رسمى، ربما لأنها لم تكن مسيسة بالقدر الكافى, وتهتم فقط بالمقاومة, ولا شىء غيرها، لكن عندما دخلت اللعبة التى لن تغادرها أبدا على الأرجح، بدأت فى إنشاء مكتب إعلامى تحول مع مرور الوقت إلى ذراع قوية للحركة، تمثله مجموعة من المتحدثين الإعلاميين، يترأسهم فوزى برهوم (اللسان اللاذع للحركة) الذى كاد يتسبب أكثر من مرة فى إفساد العلاقات مع مصر, بتصريحات أغضبت المسئولين هنا.

برهوم، مثل غالبية قيادات حماس: نصفه مصرى، فوالدته من إحدى قرى محافظة الشرقية، مع ذلك فإن زيارته الحالية ضمن وفد الحركة المشارك فى لجان الحوار الفلسطينى الستة، هى الأولى له لمصر، والثانية له خارج قطاع غزة، الذى لم يغادره قبل ذلك إلا إلى لبنان.
اليوم السابع استقبلت برهوم، وأجرت معه الحوار التالى: 

الاجتماعات الحالية بالقاهرة، هل هى مختلفة عن سابقاتها؟
هى مختلفة, لأنها جاءت بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وتنكر الاحتلال لاستحقاقات المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وبعد تغيير الإدارة الأمريكية، وبعد انقسام فلسطينى وصل إلى حد القطيعة والجفاء بين الضفة والقطاع، والفصل بين فتح وحماس.

وكيف كانت الأجواء داخل اللجان؟
صعبة، والمسئولون المصريون بذلوا جهدا خارقا. كانوا يقومون بإجراء تقييم عمل لكل لجنة يوميا على حدة، أين أنجزت، وأين أخفقت، وكيف يمكن تذليل العقبات عبر لجنة التوجيه العليا.

هل كانوا يتدخلون فى الحوار؟
كانوا مذللين للعقبات، داخل كل لجنة كان يوجد مسئول مصرى, دوره تنسيقى إشرافى فقط، وفى لجنة التوجيه العليا كان يتواجد مسئولون من المخابرات.

أى الملفات أكثر تعقيدا؟
  ملف المعتقلين السياسيين, هو ملف مهم جداً، وحماس تقول بشكل واضح إن قدسية وكرامة المواطن الفلسطينى لا تقل أهمية عن أى ملف من ملفات الحوار، فتح تعهدت بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين أثناء الحوار، لكن حتى هذه اللحظة لم يطلق سراح سوى 45، بينما اعتقل 39 ونحن هنا فى القاهرة.. فتح تستخدم سياسة الباب الدوار, وهذا أمر غير شرعى. ونحن نؤكد: لن نوقع أى اتفاق بيننا وبين فتح بدون المعتقلين.
 
فى المقابل أنتم لديكم معتقلون من فتح؟
  نحن قلنا لفتح قدموا لنا كشفا بأسماء معتقليكم، لكنهم لم يقدموا شيئا، وهو ما يثبت تهربهم من هذا الملف.

هل تستخدم فتح المعتقلين كورقة؟
نعم تستخدمهم ورقة ضغط على حماس.

ما هو موقفكم من الحوار مع إدارة أوباما، خاصة بعد الرسالة التىبعثتم بها إليه؟
الرسالة لم تكن من حماس، وإنما من أحمد يوسف كمستشار لوزارة الخارجية، وباسم وزارة الخارجية فى حكومة حماس، وأعضاء الكونجرس الأمريكى الذين كانوا يزورون الأراضى المحتلة، وقتها اتصلوا بالحركة عبر وسيط وقالوا بإمكاننا أن نحصل على رسالة منكم، وكان ردنا أننا سنتواصل فيما بعد، وهنا أريد التأكيد على أمر, وهو أنه لا يوجد وفد أجنبى يدخل قطاع غزة إلا ويكون تحت سمع وبصر واتصال مع حماس، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو بلقاءات سرية أو رسائل.

ما هى علاقة الحركة مع مصر، قبل وأثناء وبعد العدوان؟
مصر لديها الملفات الساخنة: الأسرى, والحوار, والتهدئة, وإعادة الإعمار، وبالتالى نحن مع  أن تكون العلاقة الفلسطينية المصرية قوية.

ثالث أيام العدوان أصدرت تصريحا قلت فيه إن حماس تعرضت لخدعة مصرية؟
ربما يكون الاحتلال الإسرائيلى قد ضلل القيادة المصرية، عندما أوهمها أنه يريد تهدئة، ولا يريد تصعيدا, وأنه سيبدأ من نهاية الأسبوع التالى مرحلة جديدة: فتح المعابر, وفك الحصار, وتهيئة الأجواء، وبالتالى أرسلت مصر تطمينات إلى حماس قبل العدوان، لكن من الواضح أن إسرائيل كانت تريد إرسال إشارة إلى حماس عبر مصر دون أن تعلم مصر بحقيقة التوظيف السلبى للعلاقة المصرية الفلسطينية.

ماذا حدث تحديداً فى هذا الأمر؟
الحركة تتواصل دائماً مع مصر فى كل محطات العمل، وجرى اتصال قبل العدوان بيوم مفاده أن الاحتلال سيبدأ مرحلة جديدة من فتح المعابر وفك الحصار، لكن على حماس والفصائل التهدئة ووقف إطلاق الصواريخ. وبعد هذه الرسالة بأقل من عشر ساعات قامت الحرب على غزة.

هل أحسستم بالخديعة؟
يبدو أن التى خدعت هى مصر التى تم تمرير الرسالة عبرها بطريقة غير مباشرة.

تظهر عدة أصوات حمساوية غيركم تهاجم مصر مثل سامى أبوزهرى؟
السياسة العامة للحركة هى احترام الدول وسيادتها على أرضها، ومصر عنوان القضية الفلسطينية، بالتالى ربما يختلف الأسلوب فى التعبير عن الموقف، لكن فى النهاية موقف الحركة موحد.

وفى حالة أبوزهرى؟
دائماً تكون هناك مراجعات للنهج الإعلامى، إذا كان هناك خطأ.. وأبوزهرى ليس استثناء.

البعض فى حماس يتهم مصر بأنها لا تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل؟
ما لاحظناه فى الحوارات أن مصر تقف على مسافة واحدة وبحيادية تامة، لم تتدخل مصر ولم تشترط علينا شيئا.

تردد أن المسئولين المصريين عنفوا وفد حماس فى إحدى لجان الحوار لكى يعدلوا عن موقفهم؟
غير صحيح بالمطلق، فكل يوم نجلس مع الدكتور موسى أبومرزوق رئيس الوفد وعضو حماس بلجنة التوجيه العليا، وهو يقول لنا كلاما رائعا عن التعامل المصرى.

لكن أجهزة الأمن المصرية تتولى تأمين خروجكم من وإلى غزة؟
عملية التأمين تتم داخل الأراضى المصرية فقط.. ونحن نستخدم أساليبنا الخاصة فى الدخول والخروج من القطاع ومنها التخفى، وسلك طرق غير مأهولة حتى نصل إلى رفح، ومنزل عائلتى يبعد مسافة 200 متر فقط عن الحدود.

البعض فى حماس ردد أن هناك حالة جفاء بين الحركة ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط؟
إطلاقاً لا توجد مثل هذه الحالة، الأمر اقتصر على أن الوزير قال شيئا ونحن أوضحنا الموقف وهذا لا يعنى وجود تنافر، وفى النهاية نحن نتعامل مع مصر كعنوان وسياسة ومواقف سياسية، وليس كأشخاص.

قيل إن حماس اشتكت من أنها لم تحظ بمقابلة الرئيس مبارك؟
مصر هى التى تحدد علاقتها مع حماس، ليس نحن من نحدد مستوى العلاقة.

البعض ربط بين العدوان الإسرائيلى على غزة والتفجيرات التى حدثت مؤخرا فى الحسين؟
لا أعتقد فى مثل هذا الربط، لأن التفجيرات فى مصر موجودة قبل العدوان على غزة، وقبل حماس وفتح، وحماس لا تعتقد بأن هناك علاقة بين تفجير الحسين والحرب على غزة، وإن كنا نؤمن باستقرار الأمن فى مصر لأن هذا شىء مهم جداً بالنسبة لنا.

لمعلوماتك...
200 فلسطينى مثلوا 14 فصيلاً عدا المستقلين فى اجتماعات القاهرة، بلغت تكلفة إقامتهم 3 ملايين جنيه مصرى، إذ إن إيجار الغرفة الواحدة بفندق الإنتركونتننتال يتجاوز 280 دولارا فى الليلة، بالإضافة إلى الوجبات وهى 27 دولارا كحد أدنى للوجبة الواحدة، هذا عدا الانتقالات والحماية والنثريات الأخرى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة