75 عاماً هو عمر أم البنات الأربعة: «همت, مها, هنادى, هالة» لم تكن تتخيل يوماً أنها ستواجه فى أواخر الثلاثينيات من عمرها كل هذا الكم من التحديات ما بين الإصابة بسرطان الثدى، والغربة, والانفصال.
تخرجت الحاجة «عليّة عبد العزيز» عام 1955 فى كلية التربية الخاصة لتعمل مدرسة فى معهد الأمل القومى الخاص بالصم, تزوجت وأنجبت البنات وأصيبت بالمرض وشفيت منه, لتدخل بعدها فى دوامة أخرى, وجرح من نوع آخر انفصلت على إثره عن الزوج الذى ذهب ولم يعد.
منحتها الأقدار عقداً للعمل بإحدى دول الخليج, وهناك واجهت الغربة ومعها البنات فى مراحل دراسية متنوعة ما بين الابتدائى والثانوى: «كنت أحب مهنتى كإخصائية فى علاج فاقدى النطق والسمع فتميزت فيها, وانتقلت من مركز إلى آخر ما بين معالجة ومدربة لإخصائيين حديثى التخرج من جنسيات مختلفة, وكأن الأقدار قد ادخرت لى ولبناتى كل الخير فى السفر -تضيف الحاجة عليّة- فقد عوضنى الله بمحبة الناس, ومنّ الله علىّ بسعة الرزق, فقد كنت أعمل يومياً منذ الصباح الباكر وحتى الرابعة عصراً, وكنت أستقبل بعض الحالات مساء فى بيتى، ولم يغب عن ذهنى لحظة أهمية إشباع الاحتياجات المعنوية للبنات وليس المادية فحسب, لذا لم يضع منى وقت بعد العمل مع أحد أو لأحد سوى لبناتى، وكبرت البنات والتحقن بالجامعة فى مصر وأصبحت «فاتحة بيتين»، ومتحملة مصروفات طيران رايح جاى, ومعيشة, وكليات هندسة وتجارة وآداب وتربية موسيقية, ثم تكاليف أفراح وتجهيز الزيجات للبنات الأربعة.
السنوات الـ 30 التى مرّت علىّ فى الغربة انقضت, وبقى لى 4 بنات و4 أولاد هم أزواجهن, و8 أحفاد.
القاهرة
عليّة عبد العزيز: واجهت السرطان وغياب الزوج والغربة 30 سنة عشان أربى بناتى
الجمعة، 20 مارس 2009 12:57 ص