أكد محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب، أن كتاب مصر يرفضون كل ما يحاك بالسودان الشقيق، تحت أى دعوى من الدعاوى والوعود الزائفة التى نستمع إليها، لأن ما يحدث ليس ضد السودان فقط، وإنما تهديد للأمة العربية بأكملها.
جاء هذا فى الندوة التى عقدت أمس باتحاد الكتاب لتكريم الراحل الكبير الطيب صالح، فى حضور السفير السودانى، وقال إن الاتحاد العام للكتاب العرب هو أول جهة حكومية ترسل إلى المنظمة الدولية أن هناك من مجرمى الحرب من يستحق أن توجه إليهم التهم ويقدمون للمحاكمة وأعمالهم الإجرامية ملء السمع والبصر، ولم تمض سوى أسابيع حتى وجدنا هذه المحكمة الدولية لا تتحرك ضد مجرمى الحرب، وإنما ضد دولة أصفها بأنها مصر وامتداد لها، ونحن نرفض هذه التعامل الانتقائى، الذى لا يحاكم مجرمى الحرب الحقيقيين.
وقال إننا نعلم جيدا أن ما يحاك ضد السودان، ليس الغرض منه النيل من حاكم ظالم أو رئيس، وإنما السودان نفسه، وهى أهداف هؤلاء الطامعين الذين طمعوا من قبل فى العراق وفلسطين، ونحن نعلن تمسكنا بوحدته ووحدة أراضيه، مشيرا إلى أن الطيب صالح لم يكن كاتبا سودانيا فقط، وإنما كان كاتبا مصريا أيضا لأن مصر والسودان أرض واحدة ووجدان واحد، وكانت شهرته ممتدة فى العالم كله، ولا أنسى معرض الكتاب عندما وجدت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" فى يد رئيسة اتحاد الكتاب فى بريطانيا، وقالت إنها تقرأها للمرة الثانية، فالطيب صالح لم يرحل ولكنه يعيش بكتابته وأعماله ككل كبار كتاب العالم مثل جوتة وشكسبير، مشيرا إلى أنه ربما رشح لنوبل فى الدورة الأخيرة، ولكن من سوء حظنا أن نوبل لا تمنح إلا للأحياء.
بينما قال السفير السودانى عبد المنعم مبروك إن عبقرية الطيب صالح فى بساطته، كما استطاع بموهبته أن يصبح رمزا للسودان بجميع مكوناته الثقافية، وترك بسماته على الأدب العربى بأكمله وترجمت معظم أعماله إلى اللغات الأخرى، رغم أنه كتب عن بيئته السودانية، ولكنه كان يكتب دون تزييف للواقع، وارتبط بالتراث والبيئة واقتحم بهذه الكتابة العالمية.
وأضاف أننا كنا نسمعه عبر الإذاعة البريطانية، وكان الناس يتساءلون عنه بمحبة، ويدركون أن هذه الموهبة ستترك أثرها على الشعر والرواية، وهو ماحدث حيث اقتحمت كتاباته البيوت لشفافيتها، وكان ينفذ إلى القلوب دون استئذان.
بينما تحدث أحمد قدور ممثلا لأسرة الطيب صالح قائلا إن المدخل الأول لفهم شخصية الطيب صالح وأدبه هو إنسانيته الشديدة، فقد كان يحب كل الناس، وهذا الحب تجلى بوضوح فى أدبه، وهذا العمق فى تقديمه للشخصيات مصدره هذه الإنسانية، فهو لا فرق بين شخصيته فى الحياة وأدبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة