أسيوط

بيسة حسين: معرفتش عمرى السلف «اللى تعمله مليح تلاجيه مليح»

الجمعة، 20 مارس 2009 12:57 ص
بيسة حسين: معرفتش عمرى السلف  «اللى تعمله مليح تلاجيه مليح» تصوير/ أحمد اسماعيل<br>
كتبت ناهد إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلهجتها الصعيدية البسيطة تقول: «يوم ما الحاج الخطيب عرف إن «مصطفى» ابننا اتقبل فى كلية الآداب قسم إنجليزى عمل فرح ورقص للصبح, لكن مالحقش يا عينى يشوفه وهوه فى الكلية, عشان مات ليلتها ووقف مصطفى وأخوه محمود وكان فى الإعدادية ياخدوا العزاء فى أبوهم.. وده كان من 15 سنة، ومن الليلة دى أقسمت ما يكون لحد فضل على ولادى, مستحيل لما يكبروا حد -ولو من اخواتى- يقول لابنى أنا لبستك ولاّ أكلتك ولاّ علّمتك, كنّا ناكل الفول أسابيع ونزوده ميّه علشان يكفى, وناكل الباذنجان المخلل بالعيش أسابيع ومافيش غيره فى البيت, ولا نمدش أيدينا أبداً لحد, كله إلا حرقة كلمة المعايرة.. ربيت ولادى على الحنيّة والحب, والرضا بالمقسوم والموجود، وعمرى ما دخّلت بيتى حاجة بالقسط ولا بالسلف, ومافتكرش يوم اتعاركوا مع بعض على حاجة.

تضيف بيسة: مصطفى ومحمود بقوا يدرسوا ويشتغلوا على قد ما يقدروا وأنا أحوّش, وكان عندى إصرار إن ولادى يكملوا تعليمهم, وأطلعهم لابسين زى العيال فى الحتة, ومهما كنت بازعل واتركن كل ليلة على الحيط مهمومة, وعينيا تفارقها النوم, كنت باصبر نفسى وأقول ستر ربنا أحسن من كل حاجة.

«بيسة» التى لاتعرف القراءة ولا الكتابة, يحتفى بها الآن أهل البلد كلما زارت بنى زيد الأكراد مركز الفتح بأسيوط, أكمل أولادها الخمسة تعليمهم وتزوجوا وأنجبوا, وحصل أكبرهم «مصطفى» على الماجستير من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية ويعمل مترجماً, ولم تكتف بيسة بـ«حنيتها» كأم لأولادها فقط, وإنما تركت نصيبها من ميراث أبيها لإخوتها الصغار, كما أعطتهم ما تملكه من بعض القطع الذهبية «شبكتها» التى كانت تحتفظ بها منذ زواجها, «بيسة» كان شعارها كما تقول: «اللى تعمليه مليح تلاجيه مليح».. ويبدو أنه كان معها كل الحق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة