الجولان وقضية الحريرى جعلا محور "الاعتدال" طريق إجبارى..

بعد زيارة الأسد للأردن.. دمشق تدخل "بيت الطاعة"

الجمعة، 20 مارس 2009 05:04 م
بعد زيارة الأسد للأردن.. دمشق تدخل "بيت الطاعة" الأسد خلال زيارته الأولى للأردن منذ 5 سنوات - AFP
كتب محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن الأمر غريبا، أن يقوم الرئيس السورى بشار الأسد، المصنف أمريكياً كرئيس لأحد دول الممانعة أو محور الشر، فى هذا التوقيت بزيارة إلى الأردن، أحد أكبر دول الاعتدال من وجهة النظر الغربية.. ولن يكون غريباً أن يقوم الأسد بزيارة قريبة للقاهرة أو ربما الرياض، أملاً فى تلطيف الأجواء مع محور الاعتدال.

زيارة الأسد للأردن، وقبلها دخوله فى مفاوضات لتحرير الجولان المحتل، برعاية تركية، لم تختلف كثيراً عن محاولات والده فى سنوات حكمه الأخيرة فى القبول بما لا مفر منه، وهو اللجوء إلى إدارة الرئيس الأمريكى بيل كلينتون أملاً فى تحرير الجولان عبر المفاوضات بعدما فشل نهج الممانعة الذى اتبعته دمشق منذ ما بعد حرب أكتوبر 1973.

ولا يبدو أن الأسد الابن، سيتردد فى القيام بزيارة مماثلة للقاهرة، وأخرى للرياض، ولا يبدو أنه سيستمر فى المبالغة فى دعم حماس وحزب الله، فالحليف الإقليمى الأكبر لسوريا (طهران) فى طريقه إلى الانفتاح على إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، كما أن حماس لا تزال عاجزة عن استقطاب أى قوى عربية أخرى لمؤازرتها، فضلاً عن أن حزب الله آثر العمل السياسى عن رفع السلاح منذ انتهاء حرب "الوعد الصادق" عام 2006.

وقالت وكالات الأنباء إن زيارة الرئيس السورى للأردن ـ الأولى منذ خمس سنوات مضت ـ جاءت لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولتعزيز الموقف العربى قبل قمة الدوحة، لكن ما وراء تلك الزيارة أوضح كثيراً مما يمكن إخفاؤه، فدمشق التى أطلقت المظاهرات المنددة بالقاهرة وعمان والرياض، خلال العدوان الأخير على غزة، أدركت أن العواصم الثلاث تمتلك مفاتيح الحل مع المجتمع الدولى لوقف الاعتداءات على الشعب الفلسطينى، ووحدها الأكثر قدرة على ممارسة الضغط الدبلوماسى على الاحتلال.

الراسخ وسط ذلك كله أن محور الممانعة، فى طريقه للانكسار، وأن تحركات الرئيس السورى المقبلة ستكون ما بين الرغبة فى استعادة الجولان، وإرضاء الشارع السورى، وإلهائه عن مشاكل الغلاء ونقص الحريات المدنية.. والرهبة من الوقوف أمام محكمة جنائية دولية، وخسارة دعم دول الجوار السورى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة