جمال الشناوى

الظلاميون ينتصرون

الجمعة، 20 مارس 2009 12:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أقابل المخرج على رجب سوى مرتين.. أتعاطف معه لتلقائيته فى الكلام والانفعالات وقبلها فى الإبداع السينمائى.. أسباب عديدة تجعلنى منحازا له ربما بينها أن كاتب أغلب أفلامه هو بلال فضل صديق كل أصدقائى ورفيق دربهم وسكنهم.. وحتى ميكروباصهم..

على رجب التقيته مؤخراً.. وروى لى قصه لم أصدق أنها تحدث فى بلادنا هذه الأيام.قصة لن يستطيع تحويلها الى عمل سينمائى وإن كانت تستحق.. وبلغته الباسمة دائمة فهمت منها أنهم سرقوا سينما على.. وأن الدولة بأمنها ومسئوليها تهربوا من مجرد دعمه فى مواجهه طوابير الظلاميين.. الذى كرهوا مجرد سينما فى أحد معاقل المتشددين دينيا فى المحلة الكبرى..

المشكلة أن على رجب صدق الدولة، على طول الخط.. وبحماسه جيلنا الذى أحدث تحولا فى كل المجالات.. انطلق الرجل وراء إعلان عن مناقصة بإحدى الصحف عن تأجير سينما شركة غزل المحلة.. وهى السينما التى شيدها خبراء أجانب فى الثلاثينات من القرن الماضى بتمويل من طلعت باشا حرب.. الرجل وقتها اختار أمهر الخبراء فى التشييد والصوت.. ولأن على يعلم تاريخ السينما النادرة.. فقرر أن يدخل المناقصة.. وفاز بها.. وتسلم على السينما المهملة من جانب إدارة شركة المحلة.. وقرر إعادتها إلى صورتها الأولى.. تعاقد مع شركة أوربية لتنفيذ التجديدات والترميمات.. المهندسون الأجانب أصابتهم الدهشة.. من الأرضيات وقالوا عنها.. أنها الوحيدة فى العالم.. المهم أنفق على قرابة مليونى جنيه على السينما وتعاقد مع غزل المحلة على إيجار سنوى قيمته 200 ألف.. حتى جاءت ليلة الافتتاح الكبرى وتزينت المحلة الكبرى كلها خاصة أنها محرومة من دور العرض تم إغلاق السينمات بها- وشارك كل فنانى مصر فى الحفل.. الذى يبدو أن هناك من أزعجه وجود سينما فى المحلة على هذا المستوى تقدم أفلام العرض الأول.. تعرض فى أوروبا والمحلة فى ذات التوقيت.. وعرف عائلات وسط الدلتا الكبيرة بأمر السينما فكانت تقصدها من المنصورة وطنطا.. إضافة الى أبناء المحلة..

هناك من راقب الموقف عن بعد وقرر إغلاق السينما.. ونجح فى ظل تجاهل القيادات السياسية والشعبية بالغربية لما يحدث وتركوا على رجب وحده يواجه مصيره.. فهو يرفض دفع الرشاوى.. فوجد نفسه يواجه حكما بالسجن لأنه لم يدفع إيجارا للشركة حسب العقد رغم أنها لم تحترم العقد وأغلقت السينما وطردت على رجب وأفلامة.. كل المسئولين فى المحلة ومن كل الجهات لم يستطيعوا إغضاب رئيس الشركة الجديد.. وغضوا الطرف عن مأساة على رجب مع الظلاميين.. وطالبى الرشوة.. فهل هناك من يستطيع التدخل لإنقاذ المدينة العمالية الكبرى من أصحاب الفكر المتطرف والفاسدين؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة