اعتبر العالم وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى البيت الأبيض، بمثابة نافذة الأمل، لما تضمنته أجندته من أهداف تدعو إلى احترام الدين الإسلامى، وتأكيده على ضرورة الانسحاب الأمريكى من العراق... وغير ذلك من المؤشرات التى أوحت بأن ما حمله عهد بوش من مظاهر ديكتاتورية انتهى.
أوباما لم يتخل عن أجندته، كما سيقوم قريباً بزيارة تركيا لتوثيق العلاقات مع العالم الإسلامى.. ما أثار غضب بعض التيارات السياسية الإسرائيلية وتيار المحافظين الجدد بالولايات المتحدة، وكذلك أحدث ردود فعل مصرية متباينة من بعض السياسيين، خاصة الإسلاميين منهم.
تحركات أوباما لم تلق استحسان مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين مهدى عاكف، حيث وصفها بـ"كلام الجرايد"، مؤكداً أن أوباما لديه أجندة صهيونية ـ أمريكية من أهم أولوياتها العمل على أن يظل العالم الاسلامى متخلفا، وذلك واضح بدعمهم للديكتاتوريات، ولكن إذا أراد أوباما العمل على تحسين علاقته بالعالم الإسلامى فهو شئ مهم ونرحب به، وعلينا انتظار التطبيق.
وقال عاكف: "البعض يتهمنا بوجود أجندة سرية لدينا من ضمنها التعاون مع أمريكا، ولكننا لدينا أجندة معلنة وليست خفية، وأهدافها واضحة، وأهمها أن نرضى الله فى إقامة العدل والحرية والوقوف أمام المعتدين على المسلمين ومقاومة العدو الصهيونى الأمريكى، وعلى الرغم من ذلك فنحن مع أى فكر أمريكى يدعو لإصلاح المجتمع وإعطاء الأفراد حقوقهم".
من جهته، أكد عصام شيحة، عضو اللجنة العليا لحزب الوفد، أن حقيقة الأمر ليست فى دعوة أوباما للسماح للإسلاميين للوصول للحكم، بل فى تصريحه بأن لديه توجها للعالم العربى والإسلامى. وأوضح شيحة أن أوباما لم يتبن أجندة الإخوان، لأن ليس لهم أجندة معلنة، مشيراً إلى أنه لا مانع من الترحيب بأى أجندة أمريكية تجاه العالم الاسلامى، تحترم عقائد الدول الأخرى وتطوى الصفحة السوداء لبوش.
وقال إن قرار أوباما سحب القوات الأمريكية من العراق يعد خطوة تحسب إليه، ولكن موقفه من الصراع العربى الإسرائيلى لم يتحدد بعد، فحتى هذه اللحظة لا نرى الإدارة الجديدة وموقفها من الصراع العربى الإسرائيلى، وإلى أن يظهر ذلك فموقفهم الواضح هو تأييد إسرائيل.
وتساءل النائب الإخوانى أشرف بدر الدين: لو كانت أمريكا صادقة فى مثل هذه التصريحات فلما تخلت عن دعم الأنظمة الديمقراطية فى المنطقة العربية؟! فيما تدعم إسرائيل فى انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطينى!
واعتبر أن هذه تصريحات للاستهلاك الإعلامى ولا يوجد لها أى صدى ولم تأت بجديد فى مصلحة الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم الإسلامى، وأنه طالما تدعم أمريكا الأنظمة الديكتاتورية، فسيظل المسلمون محرومين من الحق فى الترشيح فى الانتخابات، وستظل حقوقهم الدستورية مهدرة.
فضلوا انتظار التطبيق..
الإخوان يصفون الانفتاح الأمريكى على الإسلاميين بـ"كلام الجرايد"
الجمعة، 20 مارس 2009 02:55 م