بعد مرور أقل من عامين على تسليم محافظة الجيزة الوحدات السكنية بمشروع إسكان الشباب بالرماية للحاجزين، تحولت فرحة الشباب بالمساكن الجديدة إلى كابوس مزعج بعدما فوجئوا بالشروخ والتصدعات تجتاح العمارات التى نفذتها شركتا المقاولون العرب وأبناء حسن علام، واللذان يتبادلان الإتهامات حالياً ويحاول كل منهما تحميل الأخر المسئولية عما لحق بالمساكن من أضرار.
الأمر لم يتوقف عند تصدع المبانى بل اكتشفت الشركة المنفذة للمشروع وجود كسور فى مواسير الصرف الصحى قامت بتغييرها، معتقدة أنها بذلك قامت بحل المشكلة إلا أن الأمور تفاقمت إلى ما هو أخطر عندما لاحظ السكان وجود ميل فى بعض العمارات وهبوط أرضى فى بعضها الآخر.
مساكن الشباب بمنطقة الرماية هى أحد المشروعات الإسكانية الحكومية التى أعلنت عنها محافظة الجيزة، بمقدمات حجز تصل إلى 5 آلاف جنيه، وأقساط شهرية تم تحديدها فى البداية بـ 120 جنيها ثم زادت لتصل إلى 160 جنيها على مدار 40 عاما، ويضم المشروع 125 عمارة، ويبلغ عدد الوحدات السكنية 2500، ويقيم بها حوالى 15 ألف ساكن، منهم من فضّل البحث عن سكن آخر، هربا من حالة القلق التى سيطرت عليهم جميعا، أحمد محمد كامل، أحد السكان قال: «استلمنا هذه الوحدات فى 15فبراير 2006، وفى ذلك الوقت لم يظهر شىء من هذه الأخطار، ولكن مع توافد السكان بعد مرور عام تحديدا أى فى عام 2007 بدأت التصدعات فى العمارتين رقم 1، 2 ثم انتقلت بعد ذلك إلى عمارة 14 وتكرر الأمر فى العمارات 5 و24 و25 عصام إبراهيم، أحد السكان يوضح: توجهنا لمديرية الإسكان بالمحافظة لإنقاذ مساكننا، ومعرفة أسباب الشروخ إلا أن أحدا لم يلتفت إلينا، وعشنا فى رعب مستمر، خوفا من انهيار العمارات، مما اضطر السكان لتحرير محضر بقسم شرطة الهرم يحمل رقم 3567 بتاريخ 2 مارس 2007، وبعد أن تعددت بلاغات السكان حضرت لجنة من مديرية الإسكان بمحافظة الجيزة وخبراء من كلية الهندسة لمعاينة العمارات، وكالعادة تضاربت آراء اللجان، منهم من يقول إن ذلك بسبب الصرف الصحى ومنهم من يقول إن التربة المقام عليها العمارات طفلية متحركة، لينتهى الأمر بتمركز معدات من شركة المقاولون العرب بجانب العمارات دون عمل.
لمعلوماتك...
◄5.3 مليون جنيه حصلت عليها محافظة الجيزة من سكان مساكن الرماية بدعوى الصيانة
«اليوم السابع» علمت من أحد مهندسى المشروع، طلب عدم ذكر اسمه، أنه فى بداية تنفيذ المشروع لم يتم عمل جسات للتربة، خاصة أن التربة فى هذه المنطقة طفلية متحركة وما كان ينبغى أن يتم البناء عليها من الأساس، وفى حال البناء عليها كان من المفترض أن تتم معالجة التربة أولا، ولكن الشركات المنفذة للمشروع لم تهتم بذلك.