رخيص الثمن..تلك الميزة التى توفرت فى «سايكلوسبورين» أحدث دواء صينى لعلاج مرضى الكلى، دفعت إدارة مستشفى المطرية العام لاستعماله مع الفقراء من مرضى التأمين الصحى المستفيدين بغسيل الكلى المجانى بدلا من «ساندميون» الدواء السويسرى باهظ الثمن، رغم أن الأخير أثبت كفاءته فى علاج مرضى الكلى لسنوات طويلة.
إدارة المستشفى أقرت العقار الجديد، وقررت تجربته على المرضى، الذين يصابون بمجرد تناولهم له بأعراض غريبة، واختلفت تلك الأعراض من مريض لآخر، فمنهم من أصيب بغثيان ودوار مستمر، ومنهم من أصابته رعشة وانكماش فى الجلد، فيما عاد البعض مرة أخرى إلى وحدات غسيل الكلى، تطور الأمر إلى وفاة 3 مرضى، وهذا ما يؤكده جميع مرضى زرع الكلى بالمستشفى بينما تتكتم إدارة المستشفى على الأمر وتنفيه بشدة.. 500 مريض بالكلى اتهموا إدارة المستشفى بالتسبب فى وفاة المرضى الثلاثة بسبب الدواء الغامض، وعلى الفور وصلت أعداد كبيرة من الشكاوى إلى مكتب وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى
باعتراف مسئولة الصيدلية فى مستشفى المطرية العام، تم اختيار الشركة الصينية المنتجة لعقار «السايكلوسبورين» من بين الشركات التى دخلت المناقصة، لأسباب لا تعرفها إلا إدارة المستشفى.. مؤكدة أن «ساندميون» الدواء القديم لم يشك منه أحد، فى حين أن الجميع يشكون من الدواء الجديد رغم أن وزارة الصحة ردت علينا، بعد فتح محضر بناء على شكوى المرضى، بأن العلاج مناسب ومطابق للمواصفات وعلى المستشفى الالتزام باستخدامه.
تحاليل اثنين من المرضى، حصلت اليوم السابع على نسخة منها، تؤكد أن نسبة امتصاص «السايكلوسبورين» -وهى المادة الفعالة فى الدوائين القديم والجديد- وصلت فى إحدى الحالتين فى الجسم إلى 49 وحدة مع الدواء الجديد بعد أن كانت 133 أثناء استخدامه للعلاج القديم، والأخرى 27 مع العلاج الجديد بعد أن كانت 875 فى حالة العلاج القديم، وهو ما يعنى تدهور الحالتين بعد استخدام الأدوية الجديدة، تضارب الآراء حول كفاءة العلاج الجديد بين وزارة الصحة وتحاليل المرضى احتاج إلى رد من إدارة المستشفى .. الدكتور أشرف دنيا المشرف على شعبة الكلى والمسالك أكد أن الدواء الجديد لا يزال موضع تجريب ولم تصل التحليلات عليه إلى نتائج بعد.. ورد على من طالبوا بتجريبه على المرضى قبل الإقرار بفعاليته قائلا «دى تعليمات وزير الصحة».
لكن الوزارة التى تحاول إدارة المستشفى إلقاء الكرة فى ملعبها شكلت لجنة لإجراء تجارب على «السايكلوسبورين» و«الاربيميون»، كما أوضح عبد الرحمن شاهين المتحدث الإعلامى، استجابة لشكاوى المرضى المقدمة إلى الوزارة، ووعد شاهين بأنه سوف يتم إلغاء العمل بالعلاج الجديد والعودة إلى العلاج القديم، لحين التأكد من فاعلية الدواء الجديد وصلاحيته لعلاج مرضى الكلى.