25 ألف حريق فى العاصمة وحدها و 100 ألف محل خالية من عوامل الأمان
الجمعة، 20 مارس 2009 12:59 ص
نيران كثيفة التهمت عمارة الإسعاف - تصوير: محسن بيومى
كتب جمال الشناوى
النيران بتحب وسط البلد.. المزدحم بالمارة والسيارات والمحلات.. وكمان العمارات القديمة.. وهنا يمكن الإجابة عن السؤال الذى يردده المواطنون فى الفترة الأخيرة «اشمعنى وسط البلد؟».. هل هى صدفة أن تتسلل النيران إلى المسرح القومى.. وقبله حريق الموسكى، وبعده حريق الشورى، ثم يتوالى هجوم النيران على المبانى والعمارات القديمة.. مثلما حدث فى عمارة رمسيس وآخرها حريق مطعم جروبى الشهير.. أحد أشهر أماكن الحب والعشق فى القاهرة الخديوية وجزء من تاريخ ثورة 1919.
عمارات وسط البلد كانت التراث الوحيد الذى خلفه الاحتلال لنا.. تحولت إلى ذاكرة لجزء هام من تاريخ مصر الحديث.. منذ عهد الخديو إسماعيل.. حرائق وسط البلد.. التى سهر على مقاهيها الشهيرة أهل الفن والسياسة على مدى قرن مضى.
السؤال.. اشمعنى وسط البلد، لم يطرحه رجل الشارع وحده، ولكن أيضا بات يردده الخبراء فى العمارة والآثار وأخيرا الأمن.. ملف حرائق وسط البلد الذى يتضخم باضطراد.. بات مفتوحا لدى أجهزة الأمن والدفاع المدنى.. سلسلة من الإجراءات تم اتخاذها لمتابعة القضية.. وحتى الآن مازالت الإجابات ناقصة وأحيانا متسرعة، البعض أصدر حكمه بأنها المؤامرة، مثل الدكتور ممدوح حمزة، الخبير الهندسى المعروف «هى مؤامرة فى إطار خطة بيع وسط القاهرة «.. وآخرون يرونها صدفة وأن عشرة حرائق فى وسط البلد على اتساعها، ليس مبررا لإطلاق الشائعات.. اللجان الهندسية يتم تشكيلها عقب كل حريق.. لا تصدر تقارير حاسمة.. فى أسباب الحرائق، ولكنها فى الغالب تتناول تأثير النيران على المبنى.. ومدى احتياجه لترميم.. لكنها أبدا لم تتحدث عن مؤامرة.
وما حدث فى عمارة رمسيس هو نفسه السيناريو الذى يتكرر فى كل حريق، المحافظ أو نائبه للمنطقة الغربية.. يخرج علينا بتصريح متكرر لا يتغير أبدا.. قررنا تشكيل لجنة هندسية لدراسة الموقف.. لكن الجميع يتجاهلون تماما أى حديث عن تقارير اللجان الفنية لخبراء الحرائق والدفاع المدنى.. الذين يصرخون دائما.. لكن صراخهم يتصاعد مع دخان الحرائق إلى السماء.
مصدر أمنى سألنى نفس السؤال.. إشمعنى وسط البلد اللى بتشغلكم بس؟
عدد الحرائق بمصر سنوياً يزيد على 80 ألف حريق.. لكن وسط البلد فيها أهم الأسباب التى تجعل من تكرار هذه الحرائق أمرا مستمرا.. وأسبابه، بعيدا عن نظرية المؤمراة، معروفة.. فنسبة لا تقل عن 40 % من عمارات وشقق وسط البلد، تحولت إلى مخازن للمحلات الموجودة أسفلها.. والشقق هذه لا تنطبق عليها شروط الدفاع المدنى.. لأنها تتم بشكل ودى.. ولذلك سنقوم فى الفترة القادمة بحصر كل الشقق التى تحولت إلى مخازن للملابس وغيرها من قطع الغيار.. لنلزم أصحابها أو مستأجريها بتوفير شروط الأمن الصناعى بها.
المصدر قال إن الشقق التى كانت سكنية فى العتبة والموسكى، تحولت كلها إلى مخازن سيئة.. وكشف لنا عن دراسة للدفاع المدنى أو الخدمة المدنية، وهو الاسم الجديد للمطافئ.. تحدد الأسباب الدائمة لكل حرائق وسط القاهرة وهى لا تخرج عن سوء التخزين وقدم التركيبات الكهربائية فى المحلات والعمارات القديمة، وإلى جانب سوء استخدام التوصيلات الكهربائية ودخول الخشب فى مكونات المبانى مما يساعد على سرعة اشتعال الحرائق وامتدادها، ناهيك عن الإشغالات على جانبى الطريق وضيق بعض الشوارع.. كلها عوامل تعيق حركة عربات الإطفاء... وطبعا هناك أسباب تؤخر عمل رجال الإطفاء.. مثلا ضعف شبكة المياه.
الخبراء يرون حسب مركز الأزمات والكوارث فى جامعة عين شمس، أن الحرائق فى مصر تتجاوز خسائرها 3 مليارات جنيه، الدراسة الصادرة عن المركز تقول إن القاهرة وحدها اشتعل فيها 25 ألف حريق.. وهو ما يوازى 30 % من إجمالى الحرائق فى مصر.
التقرير تحدث أيضا عن أسباب زيادة الحرائق فى الفترة الأخيرة فى منطقة وسط القاهرة، التى تعد أهم المناطق التجارية فى العاصمة والتى يصل عدد المحال بها إلى 100 ألف محل لا تتوافر فيها عوامل الأمان.
لمعلوماتك...
◄500 ألف محل وورشة تمارس أنشطة مختلفة فى مناطق القاهرة القديمة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النيران بتحب وسط البلد.. المزدحم بالمارة والسيارات والمحلات.. وكمان العمارات القديمة.. وهنا يمكن الإجابة عن السؤال الذى يردده المواطنون فى الفترة الأخيرة «اشمعنى وسط البلد؟».. هل هى صدفة أن تتسلل النيران إلى المسرح القومى.. وقبله حريق الموسكى، وبعده حريق الشورى، ثم يتوالى هجوم النيران على المبانى والعمارات القديمة.. مثلما حدث فى عمارة رمسيس وآخرها حريق مطعم جروبى الشهير.. أحد أشهر أماكن الحب والعشق فى القاهرة الخديوية وجزء من تاريخ ثورة 1919.
عمارات وسط البلد كانت التراث الوحيد الذى خلفه الاحتلال لنا.. تحولت إلى ذاكرة لجزء هام من تاريخ مصر الحديث.. منذ عهد الخديو إسماعيل.. حرائق وسط البلد.. التى سهر على مقاهيها الشهيرة أهل الفن والسياسة على مدى قرن مضى.
السؤال.. اشمعنى وسط البلد، لم يطرحه رجل الشارع وحده، ولكن أيضا بات يردده الخبراء فى العمارة والآثار وأخيرا الأمن.. ملف حرائق وسط البلد الذى يتضخم باضطراد.. بات مفتوحا لدى أجهزة الأمن والدفاع المدنى.. سلسلة من الإجراءات تم اتخاذها لمتابعة القضية.. وحتى الآن مازالت الإجابات ناقصة وأحيانا متسرعة، البعض أصدر حكمه بأنها المؤامرة، مثل الدكتور ممدوح حمزة، الخبير الهندسى المعروف «هى مؤامرة فى إطار خطة بيع وسط القاهرة «.. وآخرون يرونها صدفة وأن عشرة حرائق فى وسط البلد على اتساعها، ليس مبررا لإطلاق الشائعات.. اللجان الهندسية يتم تشكيلها عقب كل حريق.. لا تصدر تقارير حاسمة.. فى أسباب الحرائق، ولكنها فى الغالب تتناول تأثير النيران على المبنى.. ومدى احتياجه لترميم.. لكنها أبدا لم تتحدث عن مؤامرة.
وما حدث فى عمارة رمسيس هو نفسه السيناريو الذى يتكرر فى كل حريق، المحافظ أو نائبه للمنطقة الغربية.. يخرج علينا بتصريح متكرر لا يتغير أبدا.. قررنا تشكيل لجنة هندسية لدراسة الموقف.. لكن الجميع يتجاهلون تماما أى حديث عن تقارير اللجان الفنية لخبراء الحرائق والدفاع المدنى.. الذين يصرخون دائما.. لكن صراخهم يتصاعد مع دخان الحرائق إلى السماء.
مصدر أمنى سألنى نفس السؤال.. إشمعنى وسط البلد اللى بتشغلكم بس؟
عدد الحرائق بمصر سنوياً يزيد على 80 ألف حريق.. لكن وسط البلد فيها أهم الأسباب التى تجعل من تكرار هذه الحرائق أمرا مستمرا.. وأسبابه، بعيدا عن نظرية المؤمراة، معروفة.. فنسبة لا تقل عن 40 % من عمارات وشقق وسط البلد، تحولت إلى مخازن للمحلات الموجودة أسفلها.. والشقق هذه لا تنطبق عليها شروط الدفاع المدنى.. لأنها تتم بشكل ودى.. ولذلك سنقوم فى الفترة القادمة بحصر كل الشقق التى تحولت إلى مخازن للملابس وغيرها من قطع الغيار.. لنلزم أصحابها أو مستأجريها بتوفير شروط الأمن الصناعى بها.
المصدر قال إن الشقق التى كانت سكنية فى العتبة والموسكى، تحولت كلها إلى مخازن سيئة.. وكشف لنا عن دراسة للدفاع المدنى أو الخدمة المدنية، وهو الاسم الجديد للمطافئ.. تحدد الأسباب الدائمة لكل حرائق وسط القاهرة وهى لا تخرج عن سوء التخزين وقدم التركيبات الكهربائية فى المحلات والعمارات القديمة، وإلى جانب سوء استخدام التوصيلات الكهربائية ودخول الخشب فى مكونات المبانى مما يساعد على سرعة اشتعال الحرائق وامتدادها، ناهيك عن الإشغالات على جانبى الطريق وضيق بعض الشوارع.. كلها عوامل تعيق حركة عربات الإطفاء... وطبعا هناك أسباب تؤخر عمل رجال الإطفاء.. مثلا ضعف شبكة المياه.
الخبراء يرون حسب مركز الأزمات والكوارث فى جامعة عين شمس، أن الحرائق فى مصر تتجاوز خسائرها 3 مليارات جنيه، الدراسة الصادرة عن المركز تقول إن القاهرة وحدها اشتعل فيها 25 ألف حريق.. وهو ما يوازى 30 % من إجمالى الحرائق فى مصر.
التقرير تحدث أيضا عن أسباب زيادة الحرائق فى الفترة الأخيرة فى منطقة وسط القاهرة، التى تعد أهم المناطق التجارية فى العاصمة والتى يصل عدد المحال بها إلى 100 ألف محل لا تتوافر فيها عوامل الأمان.
لمعلوماتك...
◄500 ألف محل وورشة تمارس أنشطة مختلفة فى مناطق القاهرة القديمة
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة