للمرة الثالثة عشرة تقيم منظمة هيومان رايتس مهرجانا دوليا للأفلام الخاصة بحقوق الإنسان فى الفترة من19 حتى 27 مارس بالعاصمة البريطانية لندن. ويتضمن المهرجان هذا العام 16 فيلما عن قصة حقيقية و9 أفلام قصيرة من 21 دولة، حيث يركز 13 فيلما على معاناة دول أفغانستان وبورما وإكوادور والهند وكشمير ولبنان وليبريا والسلطة الفلسطينية وروسيا وروندا وجنوب أفريقيا والسودان، كما يعرض المهرجان فيلم "عدن تكون الغرب" للمخرج العالمى كوستا جافراس وهو الفيلم الذى سيعرض ليلة الافتتاح فى 19 مارس. كما ستمثل مواضيع التسامح والتعصب فى الأديان والثقافات بقوة فى عناوين المهرجان هذا العام. ويعرض مهرجان هذا العام كذلك ثمانية أفلام لمخرجات سيدات.
هذا ويعرض المهرجان فيلما عن الصراع الدائر بين المسلمين والهندوس فى إقليم كشمير شمال الهند، ويدعو الفيلم كلا الطرفين إلى فهم القضايا المعقدة التى يعانى منها الإقليم، ويستكشف الفيلم حياة الشباب المحفوفة بالمخاطر فى ظل الصراع السياسى والمجتمعى فى واحدة من أجمل الأماكن على وجه المسكونة، إلا أنها من أشد الأماكن فتكا بالأرواح. أما فيلم "فراق" فيعرض لقطات درامية تركز على أعمال الشغب الطائفية فى المدينة الهندية جوجورات عام 2002 والتى راح ضحيتها 3 آلاف مسلم.
يعرض أيضا خلال المهرجان الفيلم الوثائقى "صلاة لكى يعود الشيطان إلى الجحيم" أوPray the evil to go back to hell، ويركز الفيلم على الآلاف من السيدات فى ليبريا اللاتى يختلفن فى عقائدهم، إلا أنهن يسعين إلى إنهاء دماء الحرب الأهلية فى بلادهن والدعوة إلى السلام. ويصور الفيلم مشهدا مؤثرا لما قامت به هؤلاء السيدات حينما وصلت محادثات السلام فى غانا إلى طريق مسدود، فتجمعت الآلاف من النساء وقامت بعمل طوق بشرى حول المبنى، ولم يسمح للمسئولين المتفاوضين بالخروج حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
وتلقى أربعة أفلام من المهرجان الضوء على الواقع المرير لحياة الكشميريين والأفغان فى ظل الظروف السياسية الاجتماعية الراهنة. ويقول فيلم "نجم أفغانى" إنه بعد 30 عاما من الحرب وقمع حكم طالبان، يأتى مغنٍ أفغانى ليأخذ البلاد من ذلك القمع، إلا أن الأمر فى حقيقته لا يتعدى مجرد عرض تليفزيونى: فحتى الغناء فى أفغانستان محرم.
ويرسم فيلم "طفل من كابول" صورة للحياة العصرية فى كابول، فخالد سائق تاكسى أفغانى يجد طفلا تركته سيدة كانت تركب التاكسى فى الجزء الخلفى للسيارة، ويأخذه للعيش معه، ومن ثم تعم الفوضى فى حياة الرجل.
ويعرض فيلم "غدا نعود إلى الوطن" حياة اثنين من الأطفال المتضررين من الصراع فى بلادهم، ويوضح الفيلم كيف أن الأمل يمكن أن يسود حتى فى أكثر الأماكن يأسا. الفيلم يعرض قصة "مرتضى" الصبى الأفغانى الذى يرقد بمستشفى فى كابول بعد أن فقد ذراعه اليسرى، إثر انفجار لغم أرضى، إلا أنه قرر أن يذهب ليلعب مع زملائه المرضى الآخرين الذين يتنافسون وهم على كراسيهم المتحركة والأجهزة المساعدة للحركة، فلا أحد يستطيع إيقاف براءة الأطفال.
ويعرض المهرجان أيضا فيلما عن طفل سودانى يدعى "يعقوب" فرت عائلته من دارفور لتعيش فى مخيم مايو بالعاصمة السودانية الخرطوم، ويروى الفيلم أن يعقوب ينظر بعين الغيرة لغيره من الأطفال الذين يلعبون كرة القدم، إذ أنه لا يستطيع المشاركة معهم فى اللعب، لأنه يحتاج إلى عملية خطيرة فى القلب، ولكن لا تمتلك عائلته أو قبيلته ثمن العملية.
كما يجد الصراع الدائر فى الشرق الأوسط اهتماما بين أفلام المهرجان هذا العام إذ يتم عرض فيلمين عن ما يحدث وراء الكواليس فى كل من لبنان والأراضى الفلسطينية المحتلة. فيشير فيلم "مخلفات الحرب" إلى مجموعة من الرجال والسيدات فى جنوب لبنان وجدوا فى تطهير أراضيهم من مئات من القنابل العنقودية التى خلفتها حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله التى لم تنفجر وسيلة لكسب العيش. ففى ظل الاقتصاد المدمر، قفز اللبنانيون واستغلوا فرص العمل مع المنظمات دولية وشركات التطهير التى جاءت للبلاد عقب انتهاء الحرب، والفيلم يلقى الضوء على مخاوف هؤلاء السكان من نشوب حرب جديدة تقضى على مصدر كسب عيشهم أو تضاؤل الاهتمام من قبل المانحين الدوليين.
أما فيلم "عيد ميلاد ليلى" فيروى قصة الأب محمد بكرى الذى كان يعمل قاضيا ثم تحول إلى سائق تاكسى، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة، والفيلم يعرض الواقع السياسى فى فلسطين بشكل ساخر. يحاول الأب فى الفيلم أن يعود إلى المنزل مبكرا للاحتفال بعيد ميلاد ابنته ولا ينجح، لأنه مضطر دائما أن يحمل زبائن مسلحين.
ويتحدث فيلم "الحساب: معركة المحكمة الجنائية الدولية"، عن رحلة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينيو أوكامبو خلال ثلاث سنوات من الحياة القضائية. فقد قرر أوكامبو وضع حدا لزعماء الفصائل الكونغولية من خلال محاكماتهم، وأمر بالقبض على قادة المقاومة المسلحة فى أوغندا، كما تحدى مجلس الأمن فى محاولته اتهام الرئيس السودانى عمر البشير بارتكاب مذابح فى دارفور، وأخيرا قضية زعزعة نظام العدالة الكولومبية.
ويشير الفيلم هنا إلى أن تلك المحكمة الصغيرة التى تقع فى لاهاى تناضل من أجل تغيير العالم وصياغة نموذج جديد للعدالة، ولكن هل تنجح المحكمة وهل ستضمن سيادة العدالة فى العالم؟
ثلاثة أفلام منهم يسلطون الضوء على قصص من أفريقيا حيث تحاول المجتمعات إيجاد سبل جديدة للتقدم نحو الأمام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة