أقامت مصلحة السجون اليوم، الأربعاء، احتفالية خاصة بمناسبة عيد الأم بسجن النساء بالقناطر الخيرية، حضرتها مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان والمستشار عدلى حسين محافظ القليوبية والكاتبة الصحفية نوال مصطفى رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية أطفال السجينات، حيث كرمت وزارة الداخلية 67 أماً سجينة من بينهم 45 أماً حاضنة.
وعلى عكس الصورة التى يرسمها الكثيرون عن حياة السجينات، ظهرت معظم السجينات بملابسهن البيضاء وقد تزين وصبغن شعورهن باللون الأصفر.
وجلست كل منهن وبجوارها أبنائها الذين أتوا خصيصا لزيارتها وتهنئتها فى عيدها، فالأم هى الأم حتى وإن كانت تحمل لقب سجينة.
"شربات" إحدى تلك السجينات التى غرقت فى دموعها حيث كانت تتمنى أن تقضى هذا اليوم مع ابنيها التى لا تراهما إلا كل شهرين. وشكت "شربات" من أنها أرسلت الكثير من الشكاوى لنيابة شرق العباسية لتقضى فترة الانتقال وهى عبارة عن 48 ساعة تقضيها شهريا مع أسرتها لتعود بعدها إلى السجن فى صباح اليوم الثالث.
قبل أن نتحدث مع أى سجينة أو نسألها أى سؤال تبادرنا بالجملتين التى يحفظنها عن ظهر قلب" كله تمام ،إدارة السجن بتعاملنا كويس وبتوفر لنا كل اللى احنا عاوزينه معندناش أى مشاكل"، ويتزامن ذلك مع رؤيتها للضباط الذين يرافقون الصحفيين كظلهم.
أما نجيب إبراهيم، فكان أحد السجناء الذين أتوا لقضاء اليوم مع زوجاتهن فى سجن النساء "أنا كنت تاجر مخدرات لكن زوجتى سجنت ظلما"، ليتركا ابنيهما مع جدتهما، " بشعر بندم شديد لما يزورنى ولادى فى السجن".
ولا يخاف إبراهيم من خجل أولاده منه "أنا مش حرامى، أنا تاجر مخدرات وأى حد معاه فلوس فى الزمن ده يبقى محترم فى نظر الناس لكن الفقير ريحته وحشة برا السجن وجوه"، قال إبراهيم وهو يحكى أنه كان موظفا فى هيئة السكة الحديد لا يتقاضى أكثر من 148 جنيه شهريا وهو ما جعله لا يفكر كثيرا فى مصيره حينما طلب منه أحد تجار المخدرات أن يخزن فى بيته كمية من المخدرات مقابل 500 جنيه.
وجود الأب والأم فى السجن كان من الأمور اللافتة للنظر ويتواجد الأطفال وقتها فى مؤسسة رعاية الأحداث أو فى إحدى الجمعيات التى ترعى هؤلاء الأطفال وهو ما ظهر جليا فى حالة هناء وأختها التى اضطرت إلى العيش فى جمعية عائشة حسنين فى الفيوم بعد أن سجن والديها وتخلى عنهم الأهل. لكنها لا تبدو أفضل حالا فى ذلك المكان الذى تضطر إلى تنظيفه يوميا وهم يعايرونها بأنها تربت فى السجن.
وكما بدت صورة السجينات شديدة الاختلاف عن الصورة النمطية التى ترسخت فى أذهاننا، اختلفت أيضا صورة حارسات السجن عن تلك السيدات البدينات اللاتى تبدو عليهن ملامح القسوة والسيطرة فوجه حنان التى تعمل حارسة منذ 20 عاما يبدو مألوفا، ولا يحمل أى ملامح شراسة، وأكدت لنا أن الداخلية تخلت عن مواصفات الحارسة التقليدية البدينة ليحل محلها فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن العشرين أجسادهن نحيلة ويحملن وجوها بريئة.
موضوعات متعلقة..
عيـد سـت الحبـايب... موضة قديمة
"كل سنة وانتى طيبة يا .. مش ماما"
