رغم الشعار الذى رفعه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووجهه إلى الفصائل الفلسطينية، بأنه لا غالب ولا مغلوب فى اجتماعهم من أجل الحوار الوطنى الفلسطينى بالقاهرة، برعاية مصر ومشاركة الجامعة العربية، إلا أن الفصائل الفلسطينية أبت أن تسمع النداء الذى أطلقه موسى، حيث أصر كل فصيل على أن يظهر أمام وسائل الإعلام بأنه هو المنتصر، الذى يفرض أرائه وبرنامجه السياسى على باقى الفصائل.
وكشف السفير محمد صبيح مساعد الأمين عام لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين، "أن هذه الخلافات هى فى الحقيقة خلافات من أجل التكتيك، فالفصائل يعاكس كل منهما الآخر، ويضغط كل فصيل على الآخر بحجة أنه لن يوقع إلا عندما يتم الاتفاق على كل الملفات التى ليس هناك اتفاق عليها".
مشددا على ضرورة العودة إلى استفتاء الشعب الفلسطينى باعتباره هو صاحب الكلمة، وأشار إلى أن حماس لا تريد إفشال الحوار هذه المرة، لكنها تضغط، وبالتالى يواجهها ضغط موازى لتحسين شروط كل فصيل دفاعا عن برنامجه السياسى، فكل فصيل يريد تسويق برنامجه السياسى.
كما شرح صبيح أن النقطة الجوهرية للخلاف هى تشكيل الحقائب الوزارية، فهناك من يريد حكومة فنية (تكنوقراط) تعتمد على الجانب المهنى وليس السياسى، كأن يكون وزير الصحة طبيبا على سبيل المثال، ويجب أن تكون هذه الحكومة مقبولة من المجتمع الدولى، ولا يرفض أحد التعامل مع أى فرد فيها، بينما يطالب الآخرون بأن حماس تملك الأغلبية، ولابد أن يكون المجلس التشريعى موجود، بينما يطالب الطرف الثالث بأن يتم اختيار أعضاء الحكومة من كافة الفصائل، على أن يكون رئيس الحكومة شخصية مستقلة من رجال الأعمال.
وأخيراً أكد مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن جوهر هذه الخلافات هى رغبة كل فصيل فى أن يظهر أنه هو الذى انتصر على الآخر، ولكن فى الحقيقة أن الذى ينتصر أو يخسر فى هذه الجولة هو الشعب الفلسطينى.
