"لماذا يعد أفيجدور ليبرمان الشئ الأسوأ الذى يمكن أن يحدث فى الشرق الأوسط؟، هذا هو عنوان المقال الذى ألقى به الكاتب المخضرم روبرت فيسك على صفحات الإندبندنت، ويقول فيسك إنه على الرغم من الغضب والإحباط الذى غمر نفوس العرب بعد نجاح اللوبى الإسرائيلى فى أمريكا بعرقلة تشارلز فريمان من تقلد منصب كبير فى الاستخبارات الأمريكية، عاد هؤلاء الغاضبين ليجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع وزير الخارجية الإسرائيلى الذى ساعد اليمين المتطرف للوصول إلى حكم البلاد من خلال تصريحاته العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب.
صورة لصدام ونجاد وغيرهم
وفيسك فى مقاله يقارن اليمينى المتطرف ليبرمان -زعيم حزب إسرائيل بيتنا ووزير الخارجية الإسرائيلى المتوقع– بصدام حسين وأحمدى نجاد والقذافى، فيقول إنه مثلما أنتج العراقيون شخصا ممقوتا مثل صدام حسين وبينما قدم لنا الإيرانيون نجاد المعتوه، فيما أشار من بعيد للرئيس الليبى معمر القذافى، هكذا أطلعتنا إسرائيل الآن بـ ليبرمان الذى هو أشد تطرفا من رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق آرييل شارون.
خداع النفس
ويذكر الكاتب أن عددا قليلا من الفلسطينيين عبروا عن سرورهم من أن الغرب سيرى الوجه الحقيقى لإسرائيل، مما قد يضع الأمل فى الضغوط الغربية على إسرائيل، إذ أنه سمع هذا الرأى وقت أن تولى شارون الحكم ولكنه -يضيف فيسك- من الهراء المعتاد أن يعتقد البعض أن هذا اليمينى المتطرف يمكن أن يقدم تنازلات ضرورية فى سبيل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
ويرى فيسك أن الشرق الأوسط مصاب بمرض خداع النفس، فلا يجب أن يأمل العرب فى أى تنازلات إذ أن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء القادم أوضح تماما أنه لن يكون هناك حل إقامة دولتين، كما أنه زرع شجرة على الجولان، ليؤكد للسوريين أنهم لم يأخذوها، والأن يؤكد ذلك من خلال وضعه فى مجلس الوزراء لرجل يرى أن عرب إسرائيل هم مواطنون درجة ثانية.
صعوبة تعامل ليبرمان مع مصر
ويشير فيسك أن تعامل ليبرمان مع مصر بعد توليه الخارجية الإسرائيلية سيكون أمرا صعبا، فسيجد الرئيس حسنى مبارك نفسه يتعامل مع الشخص الذى قال من قبل "أنه يتعين على مبارك أن يزور إسرائيل، وإلا أن يذهب إلى الجحيم"، فيضيف فيسك أن ليبرمان أساء بقوله هذا إلى الرجل الذى تحمل مخاطر كبيرة فى سبيل حفاظ السلام بين دولته والدولة الإسرائيلية.
وأردف الكاتب أن المصريين يملأهم الغضب أيضا من تصريحات ليبرمان بأنه سيلقى بالفلسطينيين فى البحر الميت، أو أنه سيعدم أى شخص من عرب إسرائيل إذا ما فكر فى التعاون مع حماس.
لغة ليبرمان
ويختم فيسك أن لغة ليبرمان هى لغة الإعدامات والإغراق والجحيم والطلب بأداء قسم الولاء، تلك اللغة التى ترجمت حمام الدم فى مذبحة البوسنة أوائل التسعينيات، وهى لغة ميلاديتش وكاراديتش وميلوسيفيتش.
الكاتب البريطانى روبرت فيسك وصف ليبرمان بأسوأ شئ يمكن أن يحدث فى الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة