ليس هذا العنوان مجرد شعار أريد أن أظهره إلى القراء، ولكن هذا العنوان هو حقيقة تتجسد بنا كشباب عربى منتمى للوطن العربى أو الأمة العربية. إننا بالفعل أبناء صمت ولكن ما الذى جعلنا من أهل الصمت ما الذى جعل العقول المفكرة تتوقف عن التفكير والإبداع ما الذى دفعنا إلى هذه الدرجة من الصمت الرهيب الذى أصبح يخيم علينا وهل خيم علينا الظلام حتى أصبحت مجتمعاتنا غير قادرة على أن تأتى بمثل العقول التى مثلت الوطن العربى وكان لها دور كبير فى توحيد الأمة العربية سواء من مؤلفاتها أو من خلال آرائها.. هل جاء الوقت الذى لم نعد نتملك فيه مثل : عزمى بشارة ، وعبد الوهاب المسيرى والإمام محمد عبده وغيرهم من الكثير من المثقفين والمفكرين العرب. أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة النظر ليس فقط على مستوى الحكومات وإنما على مستوى الشعوب .
إننى أقول إلى كل حاكم عربى وكل ملك عربى نحن بالفعل أبناء صمت ولكن ما الذى جعلنا صامتين، أليس صمتهم الرهيب هو العامل الأكبر فى ضعف قوتنا أليس تخاذلهم هو السبب الرئيسى فى تراجع دورنا، لا أعنى أن دور الشباب العربى غائب تماما ولكن ليس فقط ما ننتظره هو المظاهرات والتنديدات والشعارات المرفوعة التى تعبر عن أن هؤلاء الشباب ليسوا صامتين، ولكن إذا تمعنا النظر نجد أنهم بالفعل صامتين ولكن هم يدرون ويعلمون كل شىء قد يكون من سوء التفكير من جانب القادة العرب إذا اعتبروا أن الشباب العربى صامتا وأن عقولهم قد أصبحت مثل الأرض البور، ولكن نحن ننتظر الوقت المناسب الذى تكون فيه الآراء والأفكار محل تأثير ولها دور مؤثر فى العملية السياسية.
إن الأنظمة العربية المتخلفة هى التى جعلت الشباب العربى مجرد مشاهدين على ما يحدث بداخل الأمة العربية، أن تلك الأنظمة هى أنظمة معقدة بالفعل تمار سياسات برجماتية بالدرجة الأولى. بصرف النظر عن مدى تخلف تلك الأنظمة أو مدى تخاذلها تجاه العديد من القضايا على الساحة العربية فإنه قريب نعم قريب، إن الوقت اقترب كثيرا اقترب أكثر مما تتخيله تلك الأنظمة وحكامها أن دورنا بالفعل اقترب رغم صمتنا اقترب، هذا الصمت ما هو إلا وسيلة لإخفاء مشاعرنا تجاه الوطن العربى وأن الوقت الذى ستظهر فيه تلك المشاعر سيكون وقتا محترقا للغاية محترقا بدرجة احتراق مشاعرنا وغليانها والتهابها من كثرة الأحداث المؤسفة.
أخ ينظر إلى أخيه وهو يقتل ، أخت تنظر إلى أختها وهى تقتل ، طفل ينظر إلى طفل مثله وهو يذبح.. أى أيدى أثيمة ارتكبت هذا الجرم أليست أيدينا نحن، أليس تخاذلنا أما أنفسنا أليس خضوعنا وذلتنا لمن لا يستحق أن نخضع له.
رسالة أوجهها إلى الحكام والملوك العرب إننا نعم أبناء صمت وانتم الذين زرعتم هذه الصمت فى نفوسنا ولكن نحن نعلم وندرى ، نحن نخبى مشاعرنا وأفكارنا إلى أن يحين الوقت الذى يناسب أفكارنا!!
عفوا أيها الشباب العربى هذا هو وقت الصمت الرهيب وأن المرحلة القادمة أفضل بكثير أفضل مما نتصور لأننا بدأنا فى التخلص من الصمت الذى خيم حولنا سنين عديدة، فالمرحلة القادمة هى مرحلتنا هى فترة التنوير التى ننتظرها لأن ما فعلته الأنظمة العربية لن يحدث أسوأ مما حدث ولن يفعلوا أكثر مما فعلوا. نعم نحن أبناء صمت ولكن لسنا بغافلين.. ومثلما قال "ميكافيللى": السياسة شر لابد منه.
لن نصمت مثلهم
محمد سمير عبد المقصود يكتب..
أبناء صمت...ولكن !!
الأربعاء، 18 مارس 2009 11:17 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة