الترحيب بموقفى الرئيس حسنى مبارك تجاه أحداث غزة الأخيرة وقرار المحكمة الجنائية الدولية من الرئيس السودانى عمر البشير، هما محورا الارتكاز فى الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية العادية للنقابة العامة للعاملين بالمرافق العامة، صباح اليوم الثلاثاء، إلى جانب التنويه عن بعض القضايا العمالية.
وشهدت قاعة الاجتماعات الرئيسية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر أعداداً كبيرة من الحضور، فى احتفال اعتيادى، إلا أن تصريحات المسئولين الحكوميين لم تكن مواكبة للأحداث، فكان من اللافت للنظر الترحيب المتزايد بين الحضور من الوزراء والمسئولين الحكوميين وقيادات اتحاد عمال مصر وممثلى الجهاز المركزى للمحاسبات وأعضاء البرلمان.
وحضر الجلسة الافتتاحية كل من المهندس حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة والمهندس أحمد المغربى وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، وحسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وأحمد العماوى وكيل مجلس الشورى، ومحمد السيد مرسى رئيس النقابة العامة للعاملين بنقابة المرافق العامة، وخيرى عبد المنعم رئيس الإدارة المركزية للرقابة على النقابات فى الجهاز المركزى للمحاسبات، وعدد من رؤساء النقابات العامة والفرعية ووكلاء الوزارات ورؤساء الشركات القابضة للمرافق العامة.
وكان من المنتظر أن تحضر عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة، كممثل حكومى عن العمال إلا أنها اعتذرت فى وقت متأخر لمرافقتها لسوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية فى زيارة لمحافظة الإسكندرية، ويعد التخلف عن حضور جلسة اليوم، الحدث الثانى فى اليوم الثانى لتخلف الوزيرة عن حضور افتتاح ورشة العمل ثلاثية الأطراف التى تنظمها بالتعاون مع منظمة العمل الدولية أمس بفندق فلامنكو بالزمالك، وهو الأمر الذى أثار عدة تساؤلات خاصة مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات العمالية فى أنحاء الجمهورية.
وصعد حسين مجاور على منصة الحديث، ليؤكد على ثبات النقابة العامة والتى وصفها بالمشرفة. وأكد مجاور أن مصر تمر بمرحلة حساسة نتيجة للأزمة المالية العالمية والسياسات الخارجية، وأشاد بموقف الرئيس مبارك من الهجمة الإعلامية الخارجية على مصر أثناء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على غزة: مصر أكدت للعالم كله على دورها بوضع كل بلد عند حجمه ورجع لمصر دورها الريادى".
وتطرق حسين مجاور فى كلمته لقرار المحكمة الجنائية الدولية على الرئيس السودانى، واصفاً إياه بأنه غير مقبول، معللاً أن الشعب هو المسئول عن محاسبة رئيسه وليس أى تدخل خارجى، وشدد على المساعى المصرية فى هذا النحو لغلق الملف نهائياً.
واتهم العماوى بعض الأشخاص فى تفتيت وحدة عمال مصر وتقسيمهم على شيع، مضيفاً أن هذه أهم النقاط التى حضر للحديث عنها ونفى أن يفهم أحد كلامه على أنه ضد الحوار والاختلاف فى النقاش، وحيا نقابة المرافق على وحدتها. وأكد العماوى أن مصر لا تتحمل الفرقة وتنظر إلى قوة عمالها أصحاب الطبقة المنتجة، وهى التى ستحمى مصر، على حد تعبيره.
وتوجه بالشكر للمسئولين وأثناء شكره للمغربى تعالت الصيحات من الطابق العلوى بالقاعة والذى يجلس فيه العمال الذين أتوا باكراً بسيارات ميكروباص ولوحظ أنهم تابعين لهيئة أو مؤسسة معينة، قائلين: "يا مغربى أهلا بيك شركة الميه بتحييك" وكذلك فى بداية حديث المغربى تردد نفس الهتاف.
بينما قال المهندس أحمد المغربى، أنه فى الثلاث سنوات الماضية حقق العاملون بقطاع المرافق العامة نهضة كبيرة جداً فى قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والطاقة والنقل، وقال: "عمرنا شفنا دولة تحقق فى عام واحد 4 ملايين متر زيادة فى المياه؟" وهذا ما انعكس على تطور خدمات الصرف فى الريف المصرى من خلال خطة زمنية.
واستعان المغربى بحديث مجاور عن الأزمة المالية للتأكيد على سبل الخروج منها عن طريق الـ15 مليار جنيه التى اعتمدها مجلس الشعب لمواجهة الأزمة والتى خصصت 5 مليارات منها للمياه. وعبر عن فرحته لأن فى الأيام الأخيرة بدأ يسمع خبراء واقتصاديين فى دول أوروبا وأمريكا يحددون معدلا زمنيا لزوال الأزمة المالية وتأثيراتها، وأكد أن الأزمة الحالية لن يكون لها تأثير على العاملين فى المرافق.
وقال المغربى فى ختام كلمته: "سوف أنقل ما حدث فى قطاع السياحة للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والأخ جرانة وزير السياحة"، حتى ننفذ مطلب الرئيس بألا يمس أى عامل مصرى من تداعيات الأزمة.
