"عجوز البساتين يعتدى جنسياً على حفيدته".. كان هذا عنوان الخبر الذى نشره اليوم السابع الجمعة الماضية، لم يكن الوحيد، ولا الفريد من نوعه الذى يتطرق إلى قضية زنا المحارم، لكنه حاز على عدد كبير من تعليقات القراء، وضعته فى مصاف الأعلى تعليقاً.
تعليقات القراء.. الصدمة والرفض وعدم التصديق
الخبر الذى تناول واقعة زنا بطلها جد فتاة لم تتجاوز السابعة من عمرها، قام بالاعتداء عليها فى غياب والديها عن المنزل، وبمساعدة خال الفتاة. تباينت تعليقات القراء على الواقعة، بين رافض لنشر هذا النوع من الأخبار مثل إيهاب عبد المنعم الذى دعا إلى عدم النشر لحين الانتهاء من تحقيقات النيابة، وقال "هناك حقد وغل وراء هذه القضية، ومصر بلد الأمن والأمان".
وتساءل رفعت أبو زيد عن جدوى مثل هذه الأخبار "ما هى الفائدة من نشر الرذيلة لكى نقول إن المسلمين غير طبيعيين، لا جدوى من ذلك، وأنا غير مستريح لهذا الخبر وحاسس أنه مفبرك".
وقراء آخرون بدوا غير مصدقين للخبر أو للواقعة نفسها، فيقول علاء الأمير "كيف يعقل أن تشد طفلة مثل هذه انتباه رجل كبير، ثم هل من المعقول أن يشارك الأب ابنه" قراء آخرون مثل لهم الخبر جرس إنذار خطير على ما آل إليه حال المجتمع ومن بينهم زائر الموقع خالد عبد القادر، الذى قال "ساعات الواحد بيتمنى أنه يفارق هذه الدنيا قبل ما يسمع الكلام ده.. طب تأتمن مين على أطفالك وعرضك وشرفك".
الفقر والكبت والمخدرات
وبعيداً عن الصدمة، وعدم التصديق، أو حتى الشعور بالفزع، يضع علماء النفس والاجتماع قضية "زنا المحارم" قيد البحث والتحليل، فيرى الدكتور إبراهيم عز الدين الخبير النفسى والاجتماعى، أن السبب الرئيسى لمثل هذه الاعتداءات هو تدهور الحالة الاقتصادية، وصعوبة الظروف المعيشية، والتى تجبر أفراد بعض الأسر على التكدس فى شقق ضيقة تصل أحياناً إلى غرفة واحدة ينام فيها الرجل وزوجته مع الأولاد من الأبناء والبنات، فيتعرض الأطفال لمواقف ليس من الواجب أن يتعرضوا لها، ولا أن يروها أو يسمعوها، وبالتالى تنشأ علاقات شاذة بعضها يتمثل فى "زنا المحارم".
السبب الثانى لتفاقم مثل هذه الظواهر فى رأى الدكتور عز الدين، هو كبت الرغبات الجنسية أو وجود خلل جنسى لدى مرتكبى مثل تلك الحوادث، كما تلعب المخدرات التى انتشرت بشكل كبير بين الناس، وخاصة فى المناطق العشوائية، دوراً فى جعل متعاطيها مؤهلين لارتكاب مثل هذه الأعمال.
وقال الدكتور إبراهيم عز الدين، إن مواجهة مثل هذه الظواهر يتأتى من خلال توفير مساكن آمنة وصحية، والتفريق بين الأبناء من الذكور والإناث، وإيجاد حل لمشكلة العشوائيات.
تغليظ العقوبة الشرعية واجب
وإلى أن يتم التأهيل النفسى، وخلق المناخ المعيشى الملائم للمواطنين، كيف يمكن مواجهة ظواهر الانحراف الأخلاقى تلك من خلال الدين، كونه واحداً من الضوابط الطبيعية للمتمسكين به، والمراعين لقواعده وأصوله.
المفكر الإسلامى جمال البنا، يرى أن المشكل يكمن أساساً فى عوامل التدهور الثقافى والاقتصادى والحضارى والاجتماعى، وقال إن مثل تلك الجرائم لم تكن معروفة فى عهد الرسول، وأنها من محدثات العصر، وتدل على التحلل وانحطاط المعايير والتصرفات البشرية، وبالتالى فإنه لم ترد عقوبات واضحة فى صحيح الدين للزانى بأهله. وأشار البنا إلى أنه ينبغى تغليظ العقوبات على مرتكبى زنا المحارم، فإذا كان نصيب الزانى والزانية من العقاب 100 جلدة بحكم الشرع، فإن من يزنى بأهله يستحق ما هو أكثر.
مفكرون: "زنا المحارم".. خلل جنسى.. وضيق اقتصادى.. وجريمة مستحدثة تحتاج إلى عقوبة شرعية جديدة
الإثنين، 16 مارس 2009 03:43 م
زنا المحارم قنبلة اجتماعية تحتاج إلى تشريعات جديدة لمواجهتها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة