"خنت أزواجى تماما كما خانونى" كلمات خمس نطقت بها الفنانة اللبنانية صباح (الشحرورة) خلال مقابلتها التلفزيونية على "بانوراما دراما".
صباح فى لحظة صدق مع النفس ومع الجمهور ضربت كرسى فى الكلوب، واعترفت على الهواء مباشرة بخيانة أزواجها الـ 11 "فى عين العدو" حسب أصح الروايات (رسمى وعرفى) كلهم تقريبا "اتقرطسوا" ورشدى أباظة على رأسهم، لتأتى صباح فى المرتبة الثانية بعد تحية كاريوكا فى عدد مرات الزواج (13 كتب كتاب) بالصلاة على النبى.
البعض اعتبر اعترافات صباح مسألة شخصية، والبعض الثانى قال "ميصحش يا جماعة عيب ربنا سترها وتفضح نفسها ده كلام"، والبعض الثالث رأى أنه إقرار بارتكاب جريمة الزنا يستوجب شرعاً الرجم حتى الموت لأنها محصنة.
أما أنا باعتبارى أيضاً من البعض، فوقفت عند قول صباح بكل تلقائية "الوسط الفنى له معايير وتقاليد مختلفة عن باقى الأوساط الاجتماعية، فالخيانة ليست بعيدة عن حياة الفنانين"، وكلام صباح لم يكن جديداً بالنسبة لى بقدر تأكيده على صورة ذهنية ارتسمت فى مخيلة أغلب خلق الله بأن "الخيانة" ركن أصيل من أركان الفن و"الفرفشة" سمة ضرورية لمعظم الفنانين والفنانات، بالضبط مثل تخيلنا تماماً أن من يرغب فى حمل حقيبة دبلوماسى لابد أن يكون صاحب مزاج بروتوكولى عالٍ، فيحتسى الخمر ويقارع الكؤوس، وفى هذا وذاك تعميم غير صحيح على الإطلاق، ولا يمكن قبوله بالمرة، فلكل قاعدة شواذ.
حوار صباح واعترافاتها تزامنت مع قراءتى لمقال الزميلة علا الشافعى "مِحرم حنان ترك .. وفتاوى سهير رمزى"، ورغم أن علا وأنا دفعة كلية واحدة وزملاء فى مكان العمل، إلا أن لكل منا "دماغه" فى التوجه والأيدولوجيا.
علا وجهت دعوة لحنان ترك وسهير رمزى "إذا أردن التمثيل فى مرحلة ما بعد الحجاب، أن يتعاملن بقوانين الفن ولغته التى تحكمه"، علا قفلتها بالضبة والمفتاح وقالتها كده على بلاطة ومن الآخر "قوانين الفن .. عاجبكم عاجبكم إنتوا حرين مش هتفصلونا قوانين على مزاجكم".
انتظرت من علا أن تخبرنى بمن شرع وسن هذه القوانين، وهل هى جهة منتخبة انتخاب حر مباشر بالاقتراع السرى داخل صناديق زجاجية 3 ميللى شفافة ناصعة البياض، فلم تفعل، أخذت أقلب فى صفحات الدستور "الأرتستى" فى العهد البيزنطى باحثاً عن نصوص هذا القانون ومواده، فلم ألمح شيئاً، حاولت بذكائى ودهائى وشطارتى أن أفهمها وهيا طايرة، واستنبطها لوحدى من فحوى المقال ومن بين ثنايا السطور، فتصورت قانون الفن كما تريده علا كالتالى:
المادة الأولى: يحظر حظراً باتاً ظهور أى محجبة أثناء التصوير داخل استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى، أياً كان نوع حجابها "إيشارب بونيه طرحه خمار نقاب خاصة الأسود فى أسود) سواء فى المسلسلات أو الأفلام بكافة أنواعها، درامية أو وثائقية أو الفيديو كليبات أو حتى الإذاعة.
المادة الثانية: لو أن هناك ضرورة فنية لظهور غطاء رأس فى العمل، فلابد أن يوظف ذلك حسب المقتضى الفنى، ليلامس الجانب الجمالى بتأملات وأشكال وشخوص ولو العمل دولى وعالمى، وهنرشحه للأوسكار العالمى وليس المصرى، يبقى لازم الفيلم يتحول لـ "مبوسة" ومشاهد عرى وجنس وشذوذ كى نقدم شيئاً مميزاً ومختلفاً، عما تقدمه سينما إيران النظيفة وتحصد به جوائز الأوسكار.
المادة الثالثة: يحظر ظهور أى لحية سوداء أو بيضاء طويلة أو قصيرة ناعمة أو خشنة، إلا إذا كانت بغرض التهكم والسخرية وإضحاك الجمهور، أما بخلاف ذلك، فلازم الذقون تبقى على الزيرو وناعمة حتى لو اضطررنا لتخصيص حلاق لكل عمل بس يشتغل بالقطعة وبكشف إنتاج.
المادة الرابعة: اختيار دور البطولة يظل دائماً للفنانة المطيعة الحبوبة التى لا تمانع من لبس المحزق والملزق و"يا سلام لو من غير هدوم خالص تبقى لقطة"، أما البطلة بنت الحلال المصفية فهى من تحس بالمنتج الغلبان وتشعر بالمخرج الشقيان فتكثر من تصوير مشاهد اللى بالى بالك لمنافسة مواقع النت الإباحية اللى ضربتنا فى السوق وخربت بيتنا.
المادة الخامسة: ما ينطبق على الفنانة ينطبق على الفنان الذى يلعب دور البطولة، فمعايير وأسس الاختبار تحكمها قدرته على التدخين بشراهة طوال الفيلم أو المسلسل واحتساء الخمور والاسترسال فى قول إفيهات خارج النص.
هممت أن أكتب المادة السادسة والأخيرة، بزعم أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، فتذكرت أن علا دفعتى ولها علىَّ ثلاثة حقوق زمالة العمل والدفعة الواحدة والنصح بالحسنى، فاكتفيت بهذا القدر رغبة منى فى أن تبقى بيننا شعرة معاوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة