أثار الباحث إسلام البحيرى مدير مركز الدراسات الإسلامية باليوم السابع فى بحثه "نصوص خرافية عند الإمام البخارى" المنشور فى جريدة اليوم السابع فى عدد 3 مارس، جدلاً فى أوساط الفقهاء، وعلماء الدين والباحثين.
فما كتبه البحيرى حول تسلل بعض الحكايات المخترعة، والتى لا أساس لها من الصحة إلى الأحاديث المنقولة عن البخارى، كان بمثابة إلقاء حجر فى المياه الراكدة، فقد استند البحيرى على أسانيد علمية، ودلائل منطقية واستشهادات تاريخية تؤيد ما جاء به، ومن المعروف أن هناك عاملين أساسيين يقاس عليهما مدى صحة الحديث النبوى، أولهما علم مصطلح الحديث والثانى علم نقد الرواة ؛ ومن هنا يمكن تقدير الحديث ما بين الصحيح والضعيف؛ والرأى القاطع هنا ألا يتعارض الحديث مع القرآن الكريم، وفى حالة التعارض فهذا ثبات لعدم صحته، وهو الأسلوب الذى اعتمده البحيرى فى الوصول إلى النتائج التى تضمنها بحثه فى قياسه لواحد من أحاديث البخارى، فكيف يقيم العلماء ما توصل البحيرى إليه.
الخطأ وارد لكنهم لا يعترفون ب
الدكتور حامد طه، أستاذ الفلسفة الإسلامية، قال إن الأحاديث النبوية تم غربلتها وفقاً لعلم مصطلح الحديث ونقد الرواة؛ ومن هنا كان حرص الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال "من كذب على متعمداً، فليتبوأ مقعداً فى النار" ويستطرد طه قائلاً إن الرسول كان ينبه على الأحاديث الكاذبة والمغلوطة التى تخالف القرآن.
وأضاف الدكتور حامد طه، أن الحديث كلما رواه عدد أكبر من الرواة الست "البخارى، مسلم، ابن ماجة، أبو داوود، الترمذى وابن حنبل" يكون ذلك بمثابة اعتراف بصحته، لذلك نجد أن العلماء يخشون البحث وراء صحة حديث رواه أكثر من راوٍ، أما فى حالة استناد الحديث لراوى واحد فقط، فهنا قد يخضع الحديث للنقاش والبحث، وإذا ثبت الخطأ فليعلن للناس. إلا أن المشكلة تكمن فى أن رجال الدين ورجل الشارع أيضاً يجدون صعوبة فى الاعتراف بخطأ أحد رواة الحديث، أو عدم صحة حديث، ويعتبرون هذه الأمور من الثوابت التى لا ينبغى المساس بها.
"صحيح البخارى" مقدس، ونقده يعنى الهجوم على الإسلام
هذا فيما هاجم الدكتور عبد الله ربيع أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أى محاولة لمراجعة أحاديث الرواة، واعتبر الإقدام على ذلك بمثابة الهجوم على الإسلام والنيل منه ممثلاً فى رجاله ورواة أحاديثه. وقال الدكتور ربيع، إن صحيح البخارى يشمل ما يقرب من 7 آلاف حديث منتقاة من حوالى 75 ألف حديث، وهذا أكبر دليل على تحريه الدقة والصدق؛ مشيراً إلى أن الحديث الذى تعرض له البحيرى بالنقد، وشكك فى صحته، ووصفه بالخرافى، لا يمت للخرافة بصلة، لأن الجان والشياطين مخلوقات قادرة على أن تتصور بأى صورة، وغالباً ما تكون قبيحة فى شكل إنسان أو حيوان أو بهيم.
ودافع الدكتور عبد الله ربيع وبشدة عن صحيح البخارى، قائلاً إن 99% من الأحاديث الواردة فيه صحيحة ولا مجال للشك فيها، وقال إنها من المقدسات التى لا ينبغى المساس بها، وإن أى محاولة للتعرض لها هى فى الواقع محاولة لتوفيق النصوص الشرعية مع أهواء أصحابها.
أخبار متعلقة:
نصوص خرافية عند الإمام البخارى أخطرها التى تظهر فى صورة حديث نبوى
جدل بين العلماء حول "نصوص خرافية عند الإمام البخارى" لإسلام البحيرى.. بعضهم قال إن التعرض للبخارى هجوم على الإسلام
الإثنين، 16 مارس 2009 02:07 م
أثار نقد صحيح البخارى انتقادات البعض
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة