أثار تحريم الجماعة الإسلامية الاحتفال بعيد الأم، ووصفه بأنه بدعة محدثة، استياء ورفض رجال الدين لهذا التحريم، خاصة مع تجاهلهم لحديث رسول الله، وتمسكهم بالفكر الوهابى الذى يتلاعب بعقول المسلمين تحت شعار السنة ومنهج السلف، بهدف اغتيال عقول الشباب وتجنيدهم بأفكار ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
كريمة: الجماعة الإسلامية تنتمى إلى الوهابية السلفية
وقال دكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن فكر الجماعة الإسلامية ينتمى إلى الوهابية السلفية، التى تتلاعب بعقول المسلمين تحت شعار السنة ومنهج السلف، وذلك لاغتيال عقول الشباب وتجنيدهم بأفكار ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، لأنهم لا بصر لهم بالأدلة ولا فهم لهم بالشريعة، متهماً إياهم بالجهل التام بالدين والشريعة، متحدياً بسؤال للسعوديين عن الاحتفال باليوم الوطنى، هل هو حلال أم حرام؟.
وإن مثل هذه الجماعات لا يخدمون الإسلام، بل يشوشون عليه، لأنهم يقدمون فكراً معلولاً وفهماً مشوشاً مفاده أن الدين يعادى الآخرين.
وأضاف كريمة، إننى على المستوى الشخصى كنت أدوام على الاحتفال بهذا اليوم واشترى الهدايا، ولم أرى فيه أى منكر أو حرمانية، إلا أن أمى توفت منذ10 سنوات، وقال إن المناسبات الدينية والاجتماعية تدخل فى نظام المصلحة المرسلة، ولم يأتى فيها من الشرع لا إعمال ولا إهمال، وأن الرسول الكريم قال "إن لكل قوم عيد" فما جاء الإسلام ليعادى الغير.
البنا: لو كانت بدعة، فهى بدعة حسنة، لأن الرسول أوصى بالأم
أما الكاتب الإسلامى جمال البنا، فأشار إلى أنها حتى ولو كانت بدعة، فهى بدعة حسنة، لأن الرسول أوصى بالأم مرات عديدة، وحين أتاه رجل كان قد طاف بأمه وحملها على كتفه وسأله هل أديت حقها، فقال له كل هذا لا يساوى آهة من أهات المخاض، مشيرا إلى أن الشريعة لم تأتى بمثل هذه الأمور، ولكنها أتت بأصول الشريعة، وأن الحياة الآن مختلفة تماماً عن الماضى.
وذكر البنا موقفاً هاماً تحدى به هؤلاء، وهو عند دخول الرسول المدينة فوجد اليهود يحتفلون بيوم إنقاذهم من مصر، فقال "نحن أولى بموسى منكم" وصام ذلك اليوم وأمر المسلمين بصيامه، لأن الإسلام منفتح على كل الشرائع والنظم.
وقال حمدى طه، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، إن الاحتفال بدعة حسنة ومستحسنة فى أيام كثر فيها الجفاء وقست قلوب الأبناء على الوالدين، وأن ذلك اليوم بمثابة مصباح إنارة لتذكير الأبناء، ولا ينقص ذلك من الدين، بل يزيد فيه بربط الصلة بين الآباء والأبناء، ويرجع ذلك إلى أمرين، الأول عبادة، والثانى تذلل لقوله "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة".
وأضاف أننا نأخذ الأمر مآخذ الغايات لتطهير الضمائر، سواء كان اليوم موافقاً لأعياد الغير أم لا، ويجب التوسط فى شراء الهدايا ولا يصل الحد إلى الإسراف أو البخل وتكفى عبارة واحدة "كل سنة وأنت طيبة يا أمى".
يذكر أن الجماعة الإسلامية وصفت الاحتفال بعيد الأم بأنه بدعة، ونهوا عن الاحتفال به أو شراء الهدايا للأم فى ذلك اليوم، وأن فكرة عيد الأم بدأت على اعتقادات خرافية وخزعبلات باطلة عند غير المسلمين، والشريعة جاءت بمخالفة غير المسلمين فى العقائد والعادات والعبادات.
موضوعات متعلقة..
بعد فتوى تحريم عيد الأم .."ابن باز" مرجع التحريم الأول للجماعات الإسلامية
