بعد قرار وزير الإعلام، بتكليف أحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بتشكيل لجنة لإنشاء نقابة للمهن الإعلامية، تباينت ردود الأفعال بين الإعلاميين ما بين مؤيد ومعارض، ومن جهته أكد أحمد سليم المتحدث باسم وزارة الإعلام، أن قرار الوزير أنس الفقى جاء بناءً على طلب العاملين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والذى كان من بين أحد أهم مطالبهم ضرورة إنشاء نقابة تعبر عنهم، وتهتم بحل مشاكلهم وتنفيذ مطالبهم، وأشار سليم إلى أن مطلب النقابة لم يتم طرحه من قبل فى عهد أنس الفقى.
وأوضح سليم، أن النقابة الجديدة تختلف عن نقابة العاملين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون القائمة حالياً، وتتضمن النقابة الجديدة جميع العاملين بالحقل الإعلامى فى مصر، سواء فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون أو الفضائيات، وأكد سليم أن النقابة الوليدة ستتضمن جميع التخصصات من مذيعين ومذيعات وإخراج إعداد ومونتاج وإنتاج وإعلانات، ويقوم حالياً اللواء أحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتشكيل لجنة لم يتم اختيار أعضائها بعد للإشراف على إنشاء هذه النقابة.
وقال أحمد سليم، إن نقابة المهن الإعلامية كانت حلماً يراود العاملين بالحقل الإعلامى منذ سنوات، وعلى الأخص العاملين فى ماسبيرو وفى مقدمتهم الإذاعى حمدى الكنيسى، الذى ظل يكافح لخروج هذه النقابة إلى النور، وأضاف بعيداً عن كون النقابة تحت إشراف الوزير ورئيس الاتحاد، كان يهمنا أن تخرج هذه النقابة إلى النور، وأن يقوم عليها الإعلاميون الذين كافحوا لخروجها إلى النور وأصحاب التاريخ الإعلامى الذين أعطوا للإعلام فى مصر، وليس موظفى وزارة الإعلام.
وأكد سليم، أن الكنيسى أوصى بضرورة أن تكون للنقابة الجديدة شروطاً ملزمة للانضمام إليها، مثل أن يكون قد مر ثلاث سنوات من الخبرة على العضو المتقدم إليها كحال نقابة الصحفيين.
وجود نقابة للإعلاميين تحت إشراف الوزير، على أن يكون التسجيل فيها ملزماً لكل من يريد العمل فى المجال الإعلامى، سيتيح لوزارة الإعلام السيطرة على جميع العاملين فى الحقل الإعلامى فى مصر ربما بشكل أكبر من قانون تنظيم البث المزمع إطلاقه، لأن إشراف وزارة الإعلام على النقابة سيعطيها الصلاحية لمنع أو منح شرعية العمل للإعلاميين، وبذلك يستطيع الوزير أن يوقف أى إعلان يختلف معه.
ومن جانبه يرى الإعلامى طارق حبيب، أن إنشاء نقابة للإعلاميين قرار صائب تأخر قليلاً، لكن فى النهاية سيعطى قوة واتحاد للإعلاميين فى مصر، مضيفاً كنا فى البداية يتم تسجيلنا فى نقابة المهن السينمائية بمختلف الشعب، أما الآن سيكون لنا نقابة تمثلنا فى كل التخصصات" وحول إشراف الوزير على هذه النقابة يضيف طارق، أنه يجب أن يكون للنقابة فى البداية راعياً حتى لو كان الوزير أو رئيس الاتحاد حتى تثبت أقدامها وهذا لا يقلقنا تجاه سيطرة شخص معين على النقابة، لأن وقت الاعتصامات الأخيرة لم يستطع أحد السيطرة على العاملين، رغم أنهم كانوا بلا نقابة.
معارضة الليثى
ممدوح الليثى نقيب المهن السينمائية، أكد معارضته لإنشاء هذه النقابة، مشيرا إلى أن نقابة الإعلاميين ستتعارض مع تخصص نقابة السينمائيين، والتى تضم كل من شعب الإخراج والسيناريو "المعدين" ومهندسى الديكور والصوت والماكياج والإنتاج، وأيضا العاملين فى المعامل ومعظم المعدين هم صحفيون وأعضاء فى نقابة الصحفيين أما مخرجى الإذاعة، فهم أعضاء فى نقابة المهن التمثيلية ويتبقى المذيعون والمذيعات ولهم لجنة نقابية تابعة للاتحاد وأصحاب المؤهلات المتوسطة لهم نقابة العاملين فى الطباعة والإعلام.
وتساءل الليثى قائلاً، من الذين ستضمهم النقابة الجديدة، إذا كانت جميع التخصصات لها نقابات قائمة بالفعل، ويضيف لقد غاب على القائمين على هذا القرار أن أى نقابة يجب أن تخرج إلى النور بقانون يتم صياغته فى مجلس الشورى، ثم يتم تمريره فى مجلس الشعب للموافقة علية، وأعتقد أن الأمر لم يخرج بهذه السهولة.
ويؤكد الليثى، أن القانون يمنع الانضمام إلى نقابتين فى نفس الوقت، أما من هم على قوة نقابتى المهن السينمائية والصحفيين، فيستبعد الليثى أن يتخلوا عن نقابتهم بهذه السهولة.
وأضاف الليثى نقابة المهن الإعلامية إذا قدر لها وخرجت إلى النور ستكون أكبر وأقوى نقابة فى مصر حتى من نقابتى الصحفيين والمحامين، لأنها ستضم أكثر من خمسين ألف عامل فى الحقل الإعلامى فى تخصصاته المختلفة، كما أنها ستملك أخطر أداة للضغط على الرأى العامل، وهى شاشة التليفزيون.
بالرغم من استبعاد ممدوح الليثى لخروجها فى الوقت الراهن
الإعلاميون متفائلون بقرار إنشاء نقابة للمهن الإعلامية
الإثنين، 16 مارس 2009 08:06 م