على نصوح مواسى، شاب يبلغ من العمر 23 عاماً، يسكن بالأراضى الفلسطينية بإسرائيل، فيما تعرف بأراضى عرب 48 ويدرس الأدب العربى والحضارة الإسلامية بجامعة الأردن، جاء يبحث عن هويته الضائعة بمنتدى الشباب.
فعلى عكس ما جاء العنوان الرئيسى للمنتدى الرابع للشباب العربى، الذى انعقد بالإسكندرية تحت عنوان "الشباب العربى والهوية فى عصر العولمة"، جاءت الكواليس الخلفية للمؤتمر لتشير إلى أن عنوان المؤتمر عنوان براق خالٍ من المضمون الفعلى على أرض الواقع، وهو ما كشف عنه الحوار، الذى أجراه اليوم السابع مع الشاب العربى الوحيد، الذى يحمل الجنسية الإسرائيلية فى تاريخ المنتدى.
كيف تناول المنتدى القضية الفلسطينية والعدوان على غزة؟
كان هناك قطع تام للحديث عن القضية الفلسطينية والعراقية طوال فترة الثلاثة أيام للمنتدى، ولم يتم ذكر العدوان على غزة، إلا من طالبة أردنية تدعى سارة النابلسى طالبت بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا العدوان، أثناء الجلسات، أمام القضايا المطروحة بالمنتدى، فجاءت سطحية وجلسات النقاش أغلقت على المتحدثين فقط دون إفساح المجال للشباب لطرح قضاياه الشخصية ومعاناته وتحديد مصيره، إلا بنسبة لا تتعدى 5%، وحاولنا طرح الموضوعات إلا أن المنظومة الهرمية للمنصة أحالت دون طرح القضايا ومناقشتها بجرأة وتبادل الآراء فيها.
كيف تمكنت من تحديد هويتك العربية فى إطار فعاليات المؤتمر؟
كنت أول مشارك عربى يحمل الجنسية الإسرائيلية من فلسطين بالمنتدى، وكنت الشاب الوحيد الذى أرهقته الهوية طوال فترة المؤتمر، وهناك مليون ونصف آخرين مثلى من عرب 48 يبحثون عن هويتهم، فأنا أتحدث العربية ولغتى الأولى العبرية، وأصبحنا ما بين المطرقة الإسرائيلية والسندان العربى، ونحاول أن نثبت عروبتنا كل يوم، ففى أثناء العدوان على غزة نظمنا المظاهرات وحملات الإغاثة وتم القبض على 800 شاب خلال الأسبوع الأول من العدوان خلال حملات الاعتقالات والترويع التى اتبعتها إسرائيل مع عرب 48، إلا أن المنتدى لم يفسح المجال للحديث عن كل ذلك.
ما الصعوبات التى واجهتك بالمؤتمر كحامل للجنسية الإسرائيلية؟
كنت أحد أفراد الوفد الفلسطينى المكون من 15 شاباً، الذين وجهت لهم الدعوة للمنتدى، إلا أننى كنت الوحيد الذى وجهت إليه دعوة شخصية، حيث إن باقى الوفد تم احتياره عن طريق وزارة الثقافة الفلسطينية، وقبل الانتهاء من الإجراءات الرسمية، فوجئت بأحد الإداريين بالمكتبة يبلغنى بالرحلة، لأنى أحمل الجنسية الإسرائيلية، وبالاتصال بالدكتور إسماعيل سراج الدين، أعاد الدعوة مرة أخرى وتمكنت من الحضور.
كيف كانت العلاقة بينك وبين الوفد الفلسطينى وبين شباب المنتدى؟
اتهمت بالخيانة والتطبيع من بعض المصريين ومن إحدى فتيات الوفد الفلسطينى، الأمر الذى يدل على أن الوفد لم يتم انتقاؤه بعناية، بل بشكل عشوائى دون معايير انتقائية، فضلاً عن أنه لا يعبر عن تعددية الشعب الفلسطينى.
اضطهاد الشاب الوحيد من عرب 48 بمنتدى الشباب العربى بالإسكندرية
الإثنين، 16 مارس 2009 11:02 ص