وزير التضامن يخفى تقريراً عن وجود 17 ألف طفل بلا مأوى فى شوارع القاهرة والجيزة يومياً

أعدت وزارة التضامن تقريراً سرياً فى شهر أغسطس الماضى لحصر أعداد أطفال الشوارع على مستوى محافظات الجمهورية، لم يفصح عنه رئيس الإدارة المركزية، بناء على تعليمات د.على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى، على الرغم من تأكيد حسنى يوسف رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعى خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب الثلاثاء الماضى، على عدم وجود إحصائية لدى الوزارة بعدد أطفال الشوارع.

النائب محمود عامر عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب، وصف تصريحات يوسف بقوله "وزارة التضامن الاجتماعى تستخدم استراتيجية المجلس القومى للطفولة والأمومة، من حيث الهروب من المسئولية"، مؤكداً أن الوزارة من المفترض أنها على علم بجميع أطفال الشوارع لحمايتهم، بالمشاركة مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة.

كشف التقرير السرى الذى أعده 2279 باحثاً اجتماعياً بالوزارة عن وجود 17 ألف طفل يعيشون فى العشوائيات والشوارع الرئيسية، وهى حصيلة يوم واحد فقط، حيث قام الباحثون بالتجول فى العديد من الشوارع والمناطق العشوائية والحدائق العامة لرصد ظاهرة أطفال الشوارع من خلال التحدث مع الأطفال وكتابة مشاكل كل طفل على حده فى استمارة بحث بيانى، تتضمن بيانات عن اسم الطفل ومولده ونشأته وجميع البيانات التى يعرفها الطفل عن حياته منذ مولده.

واحتلت محافظتا القاهرة والإسكندرية نسبة كبيرة من أطفال الشوارع مع محافظات الصعيد، وعلم اليوم السابع أن نتائج التقرير تم إرسالها إلى مركز البحوث الاجتماعية والجنائية لتحليلها حتى يمكن عرضه بشكل علمى سليم، ولن يتم الكشف عن نتائج التقرير إلا بعد دراسة أهم الأسباب التى جعلت الكثير من الأطفال يتخذون أرصفة الشوارع مأوىً لهم.

اعتبرت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع ورئيس فريق البحث عن أطفال الشوارع بجامعة عين شمس، أن الإحصائيات التى تقوم بإعدادها بعض الجهات لحصر عدد هؤلاء الأطفال غالباً ما تكون غير دقيقة، نظراً لكثرة الأماكن التى يتخذها الأطفال للإقامة، مشيرة إلى أن أطفال الشوارع بمثابة قنابل موقوتة يجب التصدى لها، عن طريق مشاركة كافة الجهات المعنية بذلك.

أكدت خضر أن عدد أطفال الشوارع فى مصر يتراوح ما بين 2 إلى 3 ملايين طفل، وفقاً للأبحاث والدراسات العالمية الحديثة، وذلك بسبب التفكك الأسرى وتعدد الزوجات فضلاً عن عدم انتشار التعليم فى الكثير من المناطق، وهو ما ينتج عنه أطفال بلا مأوى تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 18 سنة يتجولون فى الشوارع بشكل دائم.